الأربعاء, 20 أغسطس 2025 02:28 PM

دير الزور: موجة الحر الشديدة ترفع حالات ضربة الشمس وتفاقم نقص الأدوية

دير الزور: موجة الحر الشديدة ترفع حالات ضربة الشمس وتفاقم نقص الأدوية

تشهد محافظة دير الزور ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الإصابات بضربات الشمس نتيجة موجة الحر الأخيرة، في وقت يعاني فيه القطاع الطبي من نقص حاد في الأدوية الأساسية، وعلى رأسها المسكنات. يضع هذا الوضع الأهالي أمام تحديات كبيرة تهدد صحة الفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل الأطفال وكبار السن.

أفاد مدير مستشفى "أحمد الهويدي" العام، مهند السراج، بتسجيل نحو 450 إصابة بضربة شمس في دير الزور. ويجد السكان أنفسهم محاصرين بين درجات الحرارة المرتفعة التي وصلت إلى 50 درجة مئوية، وندرة الأدوية الضرورية للتعامل مع هذه الحالات.

تُعرّف ضربة الشمس (Sunstroke) أو "Heatstroke" بأنها حالة طبية طارئة تحدث عندما تتجاوز درجة حرارة الجسم الأساسية 40 درجة مئوية (104 فهرنهايت)، نتيجة فشل الجسم في تنظيم حرارته عند التعرض المباشر لأشعة الشمس الحارقة لفترة طويلة، أو حتى في الأجواء الحارة والرطبة، وفقًا لمقال للطبيب أكرم خولاني في عنب بلدي.

يشير خولاني إلى أن تدفق الدم إلى الجلد يتوقف عند الإصابة، مما يمنع إفراز العرق الذي يلطف حرارة الجسم، وبالتالي ترتفع درجة حرارة الجسم بسرعة. وعندما تصل حرارة الجسم إلى 39-40 درجة مئوية، يرسل الدماغ إشارات إلى العضلات لإبطاء حركتها، مما يؤدي إلى الإعياء. وإذا وصلت الحرارة إلى 40-41 درجة مئوية، يصاب المريض بإنهاك حراري، بينما يؤدي تجاوزها 41 درجة إلى التأثير على العمليات الكيميائية داخل الجسم وتدهور الخلايا، مما يسبب فشلًا مؤقتًا أو دائمًا في عمل القلب والرئتين والكبد والكليتين والعضلات والدماغ، وقد تنتهي الحالة بالوفاة.

"الحرارة لا تحتمل"

أكد جهاد الكلش، أحد سكان مدينة دير الزور، أن "الحرارة لا تحتمل، وأطفالي يعانون من ارتفاع درجات الحرارة". وأضاف أنه اضطر لشراء أدوية بديلة بأسعار أعلى، مما شكل عبئًا ماليًا إضافيًا عليه.

من جهتها، وصفت الموظفة الحكومية سميرة الحويجة الوضع بـ"الكارثي"، في ظل موجة الحر وانقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 18 ساعة يوميًا.

نقص الأدوية

أوضح المدير الإداري لمستشفى "أحمد الهويدي" العام في مدينة دير الزور، وسام الصالح، أن نقص الأدوية، وخاصة مسكن "باراسيتامول" (المعروف باسم سيتامول)، يمثل أبرز جوانب الأزمة. ويعتبر "باراسيتامول" خط الدفاع الأول في حالات ارتفاع الحرارة والحمى المصاحبة لضربات الشمس، ولكنه شبه مفقود في المستشفى، مما يضع الأسر في "مأزق حقيقي"، خاصة عند إصابة الأطفال أو كبار السن.

وصف الصالح الوضع بـ"الخطير" مع الارتفاع في عدد الإصابات، موضحًا أن النقص المباشر في الأدوية الأساسية يعوق عمل الكادر الطبي، بينما يشكل "سيتامول" عاملًا أساسيًا في العلاج. وأشار إلى أن البدائل مثل "بانادول" للكبار و"يونادول" و"تيمبرا" للصغار قد لا تكون بنفس الفعالية، أو تأتي بأسعار باهظة، مما يجعلها بعيدة عن متناول معظم الأهالي. وحذر من أن استمرار النقص قد يؤدي إلى تفاقم الحالات وتدهور صحة المرضى إذا لم تؤمن مديرية الصحة الأدوية.

واقع طبي متردٍ

يعاني القطاع الطبي في دير الزور الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية من نقص في المعدات والكوادر، إذ تظهر بين الحين والآخر إصابات بأمراض جرثومية. وتغيب عن المنطقة اختصاصات طبية أساسية، مثل العصبية والجراحات القلبية.

ذكر اختصاصي جراحة عظمية في مستشفى "الميادين"، فادي شليح، أن المنطقة تعاني قلة الأطباء المقيمين والأخصائيين والأجهزة، إضافة إلى نقص الأدوية، فضلًا عن افتقار بعض المختبرات إلى المعدات.

مشاركة المقال: