الإثنين, 18 أغسطس 2025 12:15 PM

بطولة "التحرير" للناشئين تنعش كرة اليد السورية وتُعيد الأمل للاعبين

بطولة "التحرير" للناشئين تنعش كرة اليد السورية وتُعيد الأمل للاعبين

عنب بلدي – لبابة الطويل

استضافت صالة الجلاء الرياضية في دمشق فعاليات بطولة التحرير الأولى بكرة اليد للفئة العمرية تحت 17 عامًا (مواليد 2008–2009–2010)، وذلك في الفترة ما بين 8 و15 آب الحالي. شهدت البطولة مشاركة 12 فريقًا من مختلف المحافظات السورية، وهي: النواعير، الطليعة، الفرات، الشباب، الكرامة، محردة، الجزيرة، النبك، دير عطية، الشعلة، القنيطرة، اليقظة.

إلى جانب الطابع الرياضي، حملت البطولة أبعادًا إنسانية وتنظيمية، إذ عكست محاولة جادة لإحياء اللعبة بعد سنوات من التراجع والغياب.

تعليمات تنظيمية

أصدر اتحاد كرة اليد تعليمات خاصة بالبطولة، حدد فيها رسوم مشاركة كل نادٍ بمبلغ 600 ألف ليرة سورية، بالإضافة إلى أجور التحكيم، وعدد أفراد البعثة بـ30 شخصًا كحد أقصى. سمح النظام بتسجيل 16 لاعبًا و5 إداريين في قائمة المباراة، مع الالتزام بالزي الموحد، وإبراز الهويات الشخصية وإخراجات القيد، وتطبيق القانون الدولي لكرة اليد باستخدام كرة قياس "2".

تم تحديد مدة المباراة بـ50 دقيقة (25 دقيقة لكل شوط)، ومنح الفائز ثلاث نقاط، والمتعادل نقطة واحدة، مع إسناد صلاحية البت في الاعتراضات للجنة الإشراف.

النتائج النهائية

في المباراة النهائية، فاز فريق النواعير باللقب بعد تغلبه على الشعلة بنتيجة 26–18. وكان النواعير قد تأهل إلى النهائي بفوزه على الطليعة 26–15، بينما وصل الشعلة بفوزه على الشباب 28–18. وفي مباراة تحديد المركز الثالث، فاز الطليعة على الشباب 27–26، ليحتل المركز الثالث.

رئيس الاتحاد: البطولة نواة للمنتخب الوطني

أكد رئيس الاتحاد السوري لكرة اليد، رافع بجبوج، في تصريح لعنب بلدي، أن البطولة هي أول نشاط رسمي للاتحاد المنتخب حديثًا، وتهدف إلى تقييم مستوى الفئة العمرية 2008–2009 لاختيار عناصر المنتخب الوطني للمشاركة في البطولة الآسيوية المقررة في الأردن.

وأضاف بجبوج أن البطولة كانت فرصة لاكتشاف إمكانيات اللاعبين ومستوى الأندية والتحكيم والتنظيم، معتبرًا أن مشاركة أربعة أندية من شمال شرقي سوريا يعكس بداية جديدة للعبة. وأشار إلى أن الاتحاد سيعمل على تلافي الأخطاء، وتطوير المدربين والحكام باعتبارهم أعمدة اللعبة، مؤكدًا دعم الأندية الفقيرة، وتحسين البنية التحتية في محافظات تفتقر إلى الصالات مثل درعا ودير الزور والرقة.

أبعاد إنسانية.. لقاء بعد انقطاع

أكد عضو اتحاد كرة اليد، ناصر عدنان، لعنب بلدي، أن البطولة لم تكن مجرد حدث رياضي، بل جهدًا استثنائيًا لجمع عشرة فرق من مناطق كانت مقطوعة عن ممارسة اللعبة بسبب الحرب والتهجير. وأشار إلى أن مشاركة أربعة أو خمسة أندية لا تملك صالات أو تجهيزات أساسية، مثل أندية الحسكة والرقة ودير الزور، تعتبر من أهم أحداث البطولة، معتبرًا أنها حققت إنجازًا إنسانيًا بإعادة اللقاء بين الكوادر واللاعبين بعد انقطاع طويل.

من جهته، قال مدرب نادي النواعير، حكم الصباغ، لعنب بلدي، إن البطولة أظهرت مواهب مميزة تمثل نواة المنتخب الوطني، معتبرًا أن النواعير والشعلة تفوقا على باقي الفرق من الناحية الفنية. وأضاف أن الرياضة فوز وخسارة، لكن البطولة بحد ذاتها انتصار للجميع، مشيرًا إلى أن نادي النواعير حافظ على سجل نظيف من الخسائر، ويحظى باستقرار إداري ودعم متواصل من إدارة النادي.

من الإهمال إلى محاولة النهوض

تأتي هذه البطولة في سياق محاولات الاتحاد الجديد لإنعاش لعبة كرة اليد بعد سنوات من الإهمال والفساد الإداري الذي رافقها في عهد النظام السابق. عانت اللعبة من تهميش الكفاءات، وغياب البنية التحتية، وانقطاع البطولات، وهجرة اللاعبين والمدربين، وهو ما ناقشته عنب بلدي في تقرير سابق.

تشير الخطة التطويرية التي أطلقها الاتحاد إلى التركيز على الفئات العمرية الصغيرة، وتأهيل المدربين والحكام، وإعادة تشكيل اللجان الفنية في المحافظات، مع وعود بترميم الصالات في دير الزور والرقة ودرعا، التي تشكل رافدًا رئيسًا للمنتخبات الوطنية. ورغم محدودية الإمكانيات وغياب الدعم الكافي، يرى القائمون على البطولة أنها خطوة أولى نحو إعادة بريق كرة اليد السورية.

وبينما تنشغل الكوادر الفنية باختيار أفضل المواهب لتمثيل المنتخب في استحقاقاته الخارجية، يبقى التحدي الأكبر في توفير البنية التحتية والدعم المادي لضمان استمرارية هذه الجهود، وتحويل بطولة التحرير الأولى من حدث افتتاحي إلى تقليد سنوي يعزز مكانة اللعبة في سوريا.

مشاركة المقال: