أكد المهندس أنس برهوم، مدير دائرة حراج الغاب، في تصريح لمنصة سوريا 24، أن الحرائق التي نشبت مؤخرًا في منطقة الغاب، الواقعة على السفح الشرقي للسلسلة الجبلية الساحلية، قد ألحقت أضرارًا جسيمة، حيث قدرت المساحة المتضررة بحوالي 4000 هكتار من الغابات الطبيعية.
وأوضح برهوم أن الحرائق اندلعت في وقت واحد في عدة مواقع داخل مناطق انتشار الغابات الطبيعية، واستمرت لمدة 11 يومًا، ممتدة من حريق وادي أبو قبيس في الجنوب، وصولًا إلى حريق فوق قرية مرداش شمالًا، والذي تمت السيطرة عليه بالقرب من أطراف قرية شطحة.
وأشار إلى أن طبيعة المناطق المتضررة، التي تتميز بتضاريسها الجبلية الوعرة، جعلت الوصول إليها صعبًا باستخدام فرق الإطفاء التقليدية أو خراطيم المياه، مما استدعى الاعتماد بشكل أساسي على عمليات العزل اليدوي باستخدام الأدوات البسيطة، بالإضافة إلى المضخات الظهرية.
وعزا برهوم سرعة انتشار النيران إلى الظروف المناخية الاستثنائية، المتمثلة في الجفاف الشديد وانحباس الأمطار خلال الموسم الزراعي، مما أدى إلى جفاف كبير في الغطاء النباتي، وبالتالي تسهيل اشتعال النيران وامتدادها بسرعة على نطاق واسع.
وبين أن المساحات المتضررة كانت تضم غابات طبيعية متنوعة، تشمل أشجارًا عريضة الأوراق مثل السنديان، بالإضافة إلى أشجار البطم والغار والزرعود، فضلًا عن غابة نادرة من صنوبر البروتي في وادي أبو قبيس.
وأشار إلى أن جهود الفرق الحرجية الميدانية نجحت في السيطرة على حريق وادي أبو قبيس، والحفاظ على الجزء الأكبر من هذه الغابة القيمة، على الرغم من التحديات الكبيرة التي واجهتها بسبب صعوبة التضاريس وشدة الرياح ونقص المعدات الحديثة للإطفاء.
وشدد برهوم على أهمية تعزيز الاستعدادات الوقائية وتطوير آليات الاستجابة السريعة في المستقبل، لحماية الموارد الحرجية من الكوارث الطبيعية والبشرية.
واليوم الأحد، أعلن رائد الصالح، وزير الطوارئ وإدارة الكوارث في سوريا، عن إخماد وتبريد كامل لحرائق الغابات والأحراج في ريف حماة الغربي، مع إبقاء المنطقة تحت المراقبة الدقيقة لضمان عدم تجدد النيران، وفقًا لمنشور على حسابه في منصة “إكس”.
وتوجه الصالح بالشكر والتقدير لفرق الإطفاء في الدفاع المدني وأفواج الإطفاء وأفواج الإطفاء الحراجي، ولفرق المؤازرة القادمة من دمشق وريفها، حمص، حلب، إدلب، درعا، وللطيران المروحي والفرق الهندسية، ولكل الجهات الحكومية التي شاركت في هذه “المهمة الوطنية”.