الأحد, 17 أغسطس 2025 05:53 AM

تل رفعت تستعيد خضرتها: حملة تشجير واسعة لزراعة الزيتون تعيد الأمل للأهالي

تل رفعت تستعيد خضرتها: حملة تشجير واسعة لزراعة الزيتون تعيد الأمل للأهالي

انطلقت في مدينة تل رفعت بريف حلب، اليوم السبت، حملة تشجير واسعة النطاق تحت شعار "لنعيدها خضراء". الحملة، التي نظمها المجلس المحلي بالتعاون مع مؤسسة "اقرأ"، شهدت غرس 500 شجرة زيتون عند مدخل المدينة، في خطوة تهدف إلى إعادة الحياة واللون الأخضر إلى المنطقة التي عانت خلال سنوات الحرب.

تعرضت بساتين تل رفعت، خلال فترة سيطرة ميليشيات "قسد"، لعمليات قطع ممنهجة طالت حوالي 35 ألف شجرة زيتون، مما ألحق خسائر اقتصادية وزراعية كبيرة بالأهالي، حيث كان الزيتون يشكل المورد الأساسي لعشرات العائلات، بالإضافة إلى كونه رمزاً لهوية الأرض وتاريخها.

أكد المهندس الزراعي حسام عليطو، رئيس المكتب الزراعي في مجلس تل رفعت، أن المجلس يركز في الحملة على زراعة الزيتون لما له من قيمة اقتصادية وبيئية، فضلاً عن دوره في تثبيت التربة. وأشار إلى أن 45% من أراضي تل رفعت كانت مزروعة بالزيتون قبل حملات القطع والتدمير.

أوضح همام الشيخ نايف، مدير مشروع شباب "اقرأ"، أن هذه الحملة تأتي ضمن خطة أشمل لإعادة تشجير سوريا، مضيفاً: "نطمح لزراعة 10 ملايين شجرة على مستوى البلاد، وقد زرعنا حتى الآن أكثر من 25 ألف شجرة موزعة على خمس محافظات: حلب، إدلب، حماة، دمشق، وحمص".

وأضاف الشيخ نايف أن البداية كانت من حملة "خلي لون النصر أخضر" التي استهدفت زراعة 15 ألف شجرة لوز وتوزيعها على الأهالي العائدين لبيوتهم المدمرة لزراعة حدائقهم، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن المشروع يشمل أيضاً مبادرات موازية مثل إعادة ترميم المساجد وخطط الطوارئ لمواجهة الحرائق بالتنسيق مع الوزارات المختصة.

استذكر عبد الرحمن الصالح، أحد سكان تل رفعت العائدين إلى مدينته، اللحظة التي عاد فيها إلى أرضه قائلاً: "عندما عدت وجدت بستان الزيتون الذي كبرنا فيه مقطوعاً بالكامل. الزيتون كان مصدر رزقنا الأساسي، وفقدانه شكّل صدمة كبيرة لي ولعائلتي". وتابع قائلاً: "تأثر والدي بقطع الأشجار كان أكبر من حزنه على هدم منزلنا، لأن شجرة الزيتون بالنسبة لنا ليست مجرد نبات، بل هي جذور وهوية، وتمثل عمق انتمائنا لهذه الأرض".

وأكد القائمون على الحملة أن اختيار الزيتون لم يكن عشوائياً، بل جاء لما يحمله من دلالة خاصة كونه شجرة الأرض والتاريخ، ومصدراً أساسياً لرزق أبناء المنطقة، ورسالة أمل تعكس إرادة الأهالي في استعادة ملامح مدينتهم وهويتها الزراعية.

مشاركة المقال: