السبت, 16 أغسطس 2025 04:08 PM

جهود مكثفة لإنقاذ بلدة المريعية بدير الزور من خطر مخلفات الحرب

جهود مكثفة لإنقاذ بلدة المريعية بدير الزور من خطر مخلفات الحرب

أكد حميد أبو عبد الله، رئيس بلدية المريعية بريف دير الزور الشرقي، في تصريح لمنصة سوريا 24، أن المنطقة تعاني من تلوث واسع النطاق بسبب مخلفات الحرب، معتبراً الأطفال الفئة الأكثر عرضة للخطر. وحذر من خطورة الوضع في البلدة، حيث لا تزال آثار سنوات النزاع تشكل تهديداً مستمراً لحياة السكان.

وفي سياق الجهود المبذولة لإزالة هذه المخاطر، نفذت منظمة "الأرض الآمنة" (Safe Land) بالتعاون مع مجلس بلدة المريعية، جولة ميدانية شاملة لتحديد المواقع التي تحتوي على أجسام غير متفجرة، وذلك كجزء من برنامج أوسع يهدف إلى تعزيز السلامة المجتمعية في المنطقة.

وأشار رئيس البلدية إلى أن الألغام والذخائر غير المنفجرة منتشرة على نطاق واسع وبشكل عشوائي في أنحاء مختلفة من البلدة، مبيناً أن هذا التلوث يطال الأراضي الزراعية والمنازل المدمرة والمناطق المأهولة بالسكان، مما يزيد من صعوبة عمليات المسح ويزيد من خطر وقوع إصابات بين المدنيين، خاصة الأطفال الذين يلعبون في المناطق المهجورة دون إدراك للمخاطر.

وأوضح أن آلية العمل تعتمد على مسح دقيق للمنطقة باستخدام أجهزة كشف حديثة لتحديد مواقع المخلفات بدقة، ثم التنسيق مع فرق الهندسة العسكرية أو الفرق المتخصصة في إزالة المتفجرات لتنفيذ عملية الإزالة بأمان. وأكد أن التعاون مع منظمات دولية مثل "Safe Land" ضروري لتوفير الخبرات الفنية والموارد اللازمة، خاصة في ظل نقص الكوادر المحلية المدربة.

وشدد رئيس البلدية على أن مخلفات الحرب تشكل تهديداً مباشراً على حياة السكان، موضحاً أن الخطر لا يقتصر على المزارعين، بل يطال كل من يسلك طريقاً غير آمن أو يعبث بجسم غريب يعتقد أنه لعبة. وأضاف أن المناطق الزراعية، التي تمثل مصدر رزق أساسي للعديد من العائلات، تحولت إلى مصائد قاتلة بسبب تراكم القنابل غير المنفجرة والعبوات الناسفة.

وأشار إلى أن البلدة شهدت حوالي 20 حالة وفاة وإصابة نتيجة انفجار مخلفات حربية، مؤكداً أن هذه الأرقام لا تشمل الحالات التي لم يتم الإبلاغ عنها أو التي وقعت في مناطق نائية. ودعا أبو عبد الله إلى تكثيف الحملات التوعوية، خاصة بين الأطفال، لتفادي المزيد من الكوارث.

وبحسب خبراء، تُعد محافظة دير الزور من أكثر المناطق تضرراً في سوريا بسبب تلوثها بمخلفات الحرب. وأوضح رائد الحسون، مسؤول عمليات مخلفات الحرب في الدفاع المدني السوري في حديث لمنصة سوريا 24، أن دير الزور تُصنف من أكثر المحافظات تلوثاً بسبب تنوع القوى التي سيطرت عليها طوال سنوات النزاع، مشيراً إلى أن تنظيم داعش وقوات النظام والمليشيات المدعومة من إيران والتحالف الدولي، كل منها استخدم أنواعاً مختلفة من الذخائر.

وأشار الحسون إلى أن الهدف القريب هو إنشاء مركز متخصص لإزالة المخلفات الحربية في مدينة دير الزور، بالتعاون مع منظمات دولية، مبيناً أن هذا المركز سيعمل على تدريب الكوادر المحلية وتقديم الدعم الفني واللوجستي، بما يضمن استدامة العمل وتحقيق حماية فعلية للمدنيين.

وعلى الرغم من حجم التحديات، تبقى جهود منظمة "الأرض الآمنة" ومجلس بلدة المريعية خطوة مهمة نحو استعادة الأمان في المنطقة. ورغم أن عملية التطهير قد تستغرق سنوات، خاصة مع اتساع رقعة التلوث ونقص الموارد، فإن دعم هذه المبادرات ضروري جداً، خاصة وأن الأهالي يعلقون آمالاً كبيرة على هذه الجولات الميدانية، آملين أن تُعيد لهم أراضيهم وأمانهم، وأن تُنقذ أطفالهم من كارثة لا تقل فداحة عن الحرب نفسها.

مشاركة المقال: