في ظل الظروف الصعبة التي تواجهها فرق الدفاع المدني السوري، تواصل هذه الفرق جهودها الحثيثة لمكافحة حرائق الغابات المستمرة لليوم السابع في عدة محافظات. وعلى الرغم من اتساع نطاق الحرائق وصعوبة التضاريس، حققت الفرق تقدماً ملحوظاً في إخماد بعض البؤر المشتعلة.
وفي تصريح خاص لـ"سوريا 24"، أعلن وزير الطوارئ والكوارث، رائد الصالح، عن تحقيق إنجاز كبير يتمثل في السيطرة الكاملة على حريق بلدة شطحة في ريف حماة، وذلك بعد جهود مكثفة لعزل البؤر المشتعلة. وأشار الوزير إلى أن النيران تتجه حالياً نحو جوبة برغال، حيث تعمل فرق من اللاذقية على تقديم المساعدة.
وأعرب الصالح عن تفاؤله قائلاً: "إذا استمر الوضع على هذا المنوال، فسنعلن قريباً عن السيطرة على العديد من المناطق، وسنعمل تدريجياً على إخماد الحرائق المتبقية".
تحديات ميدانية واستراتيجية المواجهة
أوضح الوزير أن أكثر من 70 فريقاً من مختلف المحافظات يعملون في أربع محافظات متضررة، مؤكداً أن التقدم في السيطرة على الحرائق جيد في مناطق مثل كسب، وصلنفة، وبيت ياشوط، وأبو قبيس. ومع ذلك، لا يزال الوضع صعباً في مصياف وشطحة، حيث لا تزال هناك بؤرة واحدة متبقية.
وعن سبب عدم مشاركة الطيران في عمليات الإطفاء، أوضح الوزير الصالح أن "الطيران مرتبط بعدة عوامل جوية وأرضية، خاصة في المناطق الجبلية"، مشيراً إلى أن دور الطيران يقتصر على تبريد الحريق وتخفيف حدته لمساعدة الفرق الأرضية، وليس إطفاءه مباشرة. وأضاف أن استخدام الطيران في مناطق مثل سهل الغاب، حيث التضاريس قاسية وسرعة الرياح هائلة، قد يكون له تأثير سلبي لأنه قد يغذي النيران بالأكسجين. ودعا الوزير إلى ترك الأمر لقادة العمليات لتقييم الوضع واتخاذ القرارات المناسبة.
الجبال والمجتمع المحلي: تحديات وحلول
أكد الوزير على التحديات الميدانية التي تواجه الفرق، مشيراً إلى أن التحدي الأكبر يتمثل في الجبال والتضاريس وسرعة الرياح. وأوضح أن السيارات لا تستطيع الوصول إلى جميع المناطق، وأن أنواع السيارات المستخدمة تختلف في قدرتها على الوصول. وشدد الصالح على الدور الهام للمجتمع المحلي، معتبراً إياه أساس الاستجابة، قائلاً: "نعتمد على المجتمع المحلي بشكل أساسي، فهو أساس الاستجابة".
وتعمل الفرق حالياً على تقنيات العزل للسيطرة على الحرائق، مع وجود تعاون بين المحافظات، حيث أرسلت اللاذقية فرقاً إضافية للمساعدة في جوبة برغال. وعلى الرغم من التقدم المحرز، لا تزال التحديات قائمة بسبب العوامل الجوية واتساع نطاق الحرائق وصعوبة الطرق في المناطق الجبلية. وأكد الوزير أن لكل منطقة تحديات مختلفة، وأن الفرق تتعامل مع كل منها بأسلوب مختلف ومدروس.