السبت, 16 أغسطس 2025 04:09 AM

تحليل اقتصادي: عوامل تحدد سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار وتوقعات مستقبلية

تحليل اقتصادي: عوامل تحدد سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار وتوقعات مستقبلية

شهد سعر صرف الليرة السورية في السوق الموازي ارتفاعاً طفيفاً، حيث أغلق أمس عند 10,750 ليرة للدولار الواحد. يتناول هذا المقال العوامل المؤثرة في هذا الارتفاع والتوقعات المستقبلية لسعر الصرف.

يرى الدكتور عبدالرحمن محمد، نائب عميد كلية الاقتصاد في جامعة حماة، أن الزيادة الأخيرة في سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية بنسبة 2 بالمئة تعود بشكل أساسي إلى عوامل اقتصادية داخلية. ويشير إلى أن من أبرز هذه العوامل قبض الرواتب لغالبية موظفي القطاع العام بعد الزيادة التي بلغت 200 بالمئة، بالإضافة إلى العجز المالي المتزايد، وتراجع الاحتياطات الأجنبية، وضعف السياسات النقدية، وتدهور الناتج المحلي الإجمالي. كما يلعب العرض والطلب في سوق الصرف والمضاربات دوراً كبيراً.

أوضح الدكتور عبدالرحمن محمد في حديثه لـ "الوطن" أن هذه العوامل مجتمعة أدت إلى فقدان الثقة بالليرة وزيادة الطلب على الدولار، مما أثر مباشرة في سعر الصرف في السوق المحلية. وأكد أن معالجة هذا الارتفاع تتطلب إصلاحات اقتصادية جذرية، وتعزيز الاحتياطات الأجنبية، وضبط السياسات النقدية، واستعادة الثقة في الاقتصاد الوطني.

وفيما يتعلق بدور العوامل الدولية والجيوسياسية، أكد الدكتور عبدالرحمن محمد أن هذه العوامل تلعب دوراً محورياً، حيث إن العقوبات الاقتصادية، والتوترات السياسية، وضعف الإنتاج المحلي، والمضاربات في الأسواق الموازية، كلها تسهم في تقلبات سعر الصرف. ولذلك تجاوز سعر الدولار اليوم 10,700 ليرة سورية.

لتحقيق استقرار حقيقي، يرى الدكتور عبدالرحمن محمد أن هناك حاجة إلى معالجة هذه العوامل من خلال إصلاحات اقتصادية شاملة، والاستفادة من تحسين العلاقات الدولية، ومن تخفيف العقوبات الذي شهدناه مؤخراً.

السيناريوهات المستقبلية:

السيناريو الإيجابي (تحسُّن محدود):

  • العوامل الداعمة: تدفق الأموال إلى سوريا نتيجة تخفيف العقوبات أو إعادة دمجها في النظام المالي العالمي (مثل نظام SWIFT)، وزيادة الاستثمارات الأجنبية أو المساعدات الدولية، وتحسين السياسات النقدية، مثل تقليل الفجوة بين السعر الرسمي والسوق السوداء.
  • التوقعات: استقرار سعر الصرف في نطاق 10,000-12,000 ليرة مقابل الدولار، مع تحسُّن طفيف في القدرة الشرائية.

السيناريو السلبي (استمرار التدهور):

  • العوامل المؤثرة: استمرار العقوبات الاقتصادية وتجميد الأصول السورية في الخارج، وغياب الإصلاحات الاقتصادية الحقيقية، واستمرار الاعتماد على السوق السوداء، وتصاعد التوترات السياسية أو العسكرية.
  • التوقعات: استمرار انخفاض قيمة الليرة، مع تجاوز سعر الصرف 15,000 ليرة مقابل الدولار في السوق السوداء.

السيناريو الوسطي (استقرار هش):

  • العوامل المؤثرة: تدخُّل البنك المركزي بشكل محدود لدعم العملة عبر احتياطيات العملات الأجنبية، وتحسن طفيف في الأوضاع الاقتصادية نتيجة رفع جزئي للعقوبات أو زيادة التحويلات الخارجية.
  • التوقعات: استقرار مؤقت في سعر الصرف ضمن نطاق 12,000-13,500 ليرة، مع تقلّبات مستمرة بسبب المضاربات.

العوامل الحاسمة للتوقعات:

يمكن اختصار العوامل الحاسمة في السياسات النقدية وقدرة البنك المركزي على إدارة السيولة وتقليل المضاربات، بالإضافة إلى الوضع السياسي، حيث إن أي تغيير سياسي كبير قد يؤثر في تدفق الاستثمارات والمساعدات. كما أن العقوبات الدولية تلعب دوراً مهمّاً، إذ إن رفع العقوبات أو تخفيفها سيكون له تأثير مباشر في استقرار العملة.

وختم الدكتور عبدالرحمن محمد: إنه من غير المتوقع أن تعود الليرة السورية إلى مستوياتها السابقة، ولكن يمكن أن تشهد استقراراً نسبيّاً في حال تحسُّن الظروف الاقتصادية والسياسية. ويبقى السيناريو الأكثر ترجيحاً هو استمرار التدهور التدريجي بسبب غياب الإصلاحات الهيكلية واستمرار الأزمات الداخلية.

(أخبار سوريا الوطن2-الوطن)

مشاركة المقال: