السبت, 16 أغسطس 2025 03:15 AM

الحسكة: جدل وقلق بشأن تسليم مباني جامعة الفرات إلى جامعة روج آفا ومصير الطلاب

الحسكة: جدل وقلق بشأن تسليم مباني جامعة الفرات إلى جامعة روج آفا ومصير الطلاب

أثارت خطوة الإدارة الذاتية بتسليم مباني جامعة الفرات في الحسكة إلى جامعة "روج آفا" جدلاً واسعًا وقلقًا بين الطلاب. ففي 13 آب/أغسطس الجاري، أبلغت الإدارة الذاتية كليات جامعة الفرات في الحسكة بقرار التسليم اعتبارًا من منتصف الشهر المقبل، ويشمل القرار مبنى كلية العلوم ومبنى كلية الاقتصاد.

أوضح الدكتور حسن الأحمد، عميد كلية الاقتصاد في جامعة الفرات، أن وفدًا من الجامعات التابعة للإدارة الذاتية، برئاسة رئيس جامعة "روج آفا" وعضوية عدد من أعضاء الهيئة التدريسية، زار مقر الجامعة في الحسكة وأبلغ إدارتها بموعد التسليم المحدد في 15 أيلول/سبتمبر المقبل. وأضاف أن الوفد شدد على عدم السماح لجامعة الفرات بنقل أي مقتنيات من المباني، باستثناء الوثائق والسجلات الرسمية، مطالبًا الإدارة بتدبير شؤون طلابها بطرق بديلة. وأشار الأحمد إلى أن مفاضلة القبول الجامعي في الحسكة ستُجرى حصريًا لصالح جامعة روج آفا، دون إدراج مفاضلة للسنة الأولى في جامعة الفرات، مع منح الجامعة مهلة حتى الموعد المحدد لاستلام المباني بشكل كامل.

قلق ومخاوف طلابية

عبّر الطلاب عن مخاوفهم من تأثير الخطوة على مستقبلهم الدراسي وظروفهم المعيشية. وقالت طالبة في كلية العلوم – فضّلت استخدام اسم مستعار "فاطمة" – لمنصة "سوريا 24" إن تسليم الجامعة سيكون "قرارًا كارثيًا" بالنسبة لطلاب كليات العلوم والرياضيات والاقتصاد، مشيرة إلى أن الانتقال إلى أماكن أخرى للدراسة ليس بالأمر السهل، وأنهم سيواجهون أعباء مادية ونفسية كبيرة. وأضافت: "معظمنا ظروفه المادية لا تسمح بدفع تكاليف سكن أو مواصلات بعيدة عن أهلنا. بالنسبة لي شخصيًا، إذا تأكد هذا الخبر، أتوقع أني لن أتمكن من إكمال الجامعة، لأن وضعي المادي لا يحتمل أي أعباء إضافية. هدفنا الوحيد هو إكمال تعليمنا والحصول على شهادتنا، ولا ينبغي أن يتحول مستقبلنا إلى أداة متأثرة بقرارات إدارية أو سياسية لا علاقة لنا بها".

أبدى الطالب محمد الحمود من كلية العلوم مفاجأته بالخبر، قائلًا إن إدارة الجامعة أبلغتهم بأن الإدارة الذاتية ستستلم الكلية بالكامل في 15 أيلول/سبتمبر، لكن حتى الآن لا يوجد وضوح إذا كانوا سيكملون دراستهم بالنظام الحالي ومع أساتذتهم، أو سينتقلون إلى نظام جامعة روج آفا. وشدد على أن الطلاب لا علاقة لهم بالسياسة، وأن العملية التعليمية يجب أن تكون بعيدة تمامًا عن التجاذبات السياسية، لافتًا إلى أن أغلب الطلاب وضعهم المادي ضعيف، وأن قرب الجامعة من منازلهم يوفر عليهم تكاليف كبيرة، بينما الانتقال إلى مناطق أخرى سيفرض أعباء قد تدفع كثيرين لترك الدراسة نهائيًا.

موقف مجلس الجامعات والإدارة الذاتية

أصدرت الإدارة الذاتية يوم أمس، 14 آب/أغسطس الجاري، بيانًا ردّت فيه على ما تم تداوله من أنباء عن إغلاق فرع جامعة الفرات في الحسكة، ووصفت تلك الأنباء بأنها "شائعات لا أساس لها من الصحة" تهدف إلى "زعزعة الأمن والاستقرار والإساءة إلى روح التعايش المشترك". وأكد البيان أن مجلس الجامعات يعمل على تعزيز العملية التعليمية وتطوير البنية الجامعية، مشيرًا إلى أن جامعة روج آفا ستفتتح أقسامًا جديدة في مدينة الحسكة خلال الفترة القادمة لاستقبال المزيد من الطلاب وتخفيف أعباء التنقل. كما أوضح أن طلاب السنوات الثانية والثالثة والرابعة والخامسة في جامعة الفرات – فرع الحسكة، سيواصلون دوامهم المعتاد تحت إدارة الجامعة كما في السابق، مع استمرار الدعم اللازم لضمان استكمال مسيرتهم الدراسية، تمامًا كما جرى في العام الدراسي 2024/2025.

مصير الطلاب معلّق حتى منتصف أيلول

يُفهم من بيان مجلس الجامعات التابع للإدارة الذاتية أن العام الدراسي الجديد لن يشهد مفاضلة أو قبولًا لطلاب السنة الأولى في كليات الحسكة التابعة لجامعة الفرات، إذ ستُخصّص المفاضلة لصالح جامعة "روج آفا" وجامعات الإدارة الذاتية فقط. وبما أن هذه الجامعات غير معترف بها من قبل وزارة التعليم العالي السورية، فإن هذا الواقع سيدفع العديد من طلاب الشهادة الثانوية العامة إلى التسجيل في جامعات خارج محافظة الحسكة، بحثًا عن مؤسسات تعليمية معترف بها تمنحهم شهادات رسمية مقبولة على المستوى الوطني. هذا الوضع يجعل مصير الطلبة في الحسكة، وخاصة خريجي الثانوية الجدد، معلقًا حتى 15 أيلول/سبتمبر المقبل، موعد تسليم المباني رسميًا، وسط غياب وضوح كامل بشأن مستقبل التعليم الجامعي في المحافظة.

مشاركة المقال: