أعلنت مديرية الموارد المائية في حماة عن فتح سد الرستن يوم الأربعاء الموافق 14 من آب، وذلك بناءً على توجيهات من هيئة الموارد المائية في دمشق. تأتي هذه الخطوة استجابة للحاجة الملحة لتأمين المياه اللازمة لري المزروعات والأشجار المثمرة الواقعة على ضفتي نهر العاصي، بدءًا من سد الرستن وصولًا إلى سد محردة.
تبلغ كمية المياه التي سيتم إطلاقها من سد الرستن حوالي أربعة ملايين متر مكعب، وستتدفق بكمية تتراوح بين 10 و12 متر مكعب في الثانية الواحدة، وذلك لمدة تتراوح بين أربعة وخمسة أيام. يُذكر أن هذا هو الفتح الرابع لسد الرستن، وجاء استجابة لمطالب اتحاد الفلاحين، في ظل الظروف الصعبة وموجات الحر والجفاف التي تشهدها محافظة حماة.
أوضح مدير مديرية الموارد المائية بمحافظة حماة، رياض عبيد، في تصريح لعنب بلدي، أن فتح سد الرستن في هذا التوقيت يأتي نظرًا لحاجة الفلاحين الماسة لري وسقاية مزروعاتهم، وخاصة الأشجار المثمرة على طول ضفاف نهر العاصي الممتدة من منطقة الرستن وصولًا إلى بداية سد محردة، وتزامنًا مع موجة الجفاف الحالية. ويُعد نهر العاصي في هذه المنطقة المصدر المائي شبه الوحيد لري المزروعات.
وحول المساحات الزراعية التي يُتوقع أن تستفيد من المياه خلال فترة فتح السد التي تستمر خمسة أيام، أشار عبيد إلى أنها تتراوح بين 40 و50 هكتارًا من الأشجار المثمرة، مثل الخوخ والمشمش والدراق، بالإضافة إلى محاصيل أخرى في مناطق جنان سريحين وكريميش ومحيط مدينة حماة وخطاب.
وفيما يتعلق بتأثير ضخ هذه الكمية من المياه على مخزون السد والمواسم الزراعية المقبلة، أكد عبيد أن خطط فتح سد الرستن تتم بالتوافق مع الموازنات المائية السنوية ووفقًا للمتاح المائي في السد، مشددًا على أنه لا يمكن اعتماد كميات ثابتة تُطلق بشكل غير مدروس. وأضاف أن أي قرار بإطلاق كميات جديدة من مياه السد سيتوقف على دراسة شاملة لمستوى وحجم وكمية المياه المتوفرة، مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على مخزون أساسي يضمن بقاء "النواة المائية الرطبة" في السد للحفاظ على كفاءته.
وفي أواخر شهر نيسان الماضي، أطلقت المديرية دفعة مائية من سد الرستن، الذي لا تتجاوز الكميات المخزنة فيه حاليًا 40 مليون متر مكعب، لري آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية الواقعة على جانبي نهر العاصي، وذلك نتيجة لشح الأمطار والظروف المناخية الصعبة في الموسم الجاري، وفقًا لوكالة الأنباء الرسمية (سانا).