الخميس, 14 أغسطس 2025 11:48 AM

نتنياهو ينكر المجاعة في غزة ويزعم: صور الأطفال الضعفاء 'مفبركة' وأسبابها 'أمراض جينية'

نتنياهو ينكر المجاعة في غزة ويزعم: صور الأطفال الضعفاء 'مفبركة' وأسبابها 'أمراض جينية'

في استمرار لإنكاره الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، أن صور الأطفال الذين يعانون من الضعف الجسدي في القطاع هي صور 'ملفقة' وأن سبب هذا الضعف يعود إلى 'أمراض جينية' وليس إلى التجويع وسوء التغذية.

يأتي هذا الادعاء في الوقت الذي تواصل فيه حكومة نتنياهو إغلاق المعابر المؤدية إلى غزة منذ 2 مارس/آذار الماضي، مما يمنع دخول المساعدات الإنسانية الضرورية ويدفع القطاع إلى حافة المجاعة. ورغم تكدس شاحنات الإغاثة على الحدود، فإن الكميات المسموح بدخولها لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات السكان الفلسطينيين المحتاجين.

وفي محاولة لتخفيف حدة الانتقادات الدولية المتزايدة، سمح نتنياهو بدخول شاحنات محدودة من البضائع والمساعدات الإنسانية، إلا أن معظم هذه الشاحنات تتعرض للسرقة من قبل عصابات، بحسب تقارير، تحظى بحماية إسرائيلية.

وقبل ثلاثة أيام، ذكر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن إسرائيل سمحت بدخول 1210 شاحنات مساعدات خلال 14 يومًا، في حين أن القطاع يحتاج إلى 8400 شاحنة خلال نفس الفترة لمواجهة المجاعة، أي ما يعادل 14% فقط من الاحتياجات الفعلية.

ووفقًا لصحيفة 'يديعوت أحرنوت'، ادعى نتنياهو خلال كلمة ألقاها في احتفالية أقيمت في مدينة القدس بمناسبة عيد الاستقلال الأمريكي، أن إسرائيل 'تتعامل مع أكاذيب وصور ملفقة وحملات تشويه تستهدف إسرائيل'.

وفي وقت سابق، حذر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة نتيجة لتفاقم سوء التغذية الناجم عن سياسة التجويع الإسرائيلية، مشيرًا إلى معاناة 1.2 مليون طفل من حالة 'انعدام أمن غذائي حاد'، والتي أدت إلى مقتل 106 أطفال منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وأعلن المكتب الحكومي في بيان له عن ارتفاع عدد ضحايا سياسة التجويع الإسرائيلية في غزة إلى 235 فلسطينيًا، من بينهم 106 أطفال و19 سيدة و75 من كبار السن و35 رجلاً (فوق سن 18 عامًا).

لم تقتصر مزاعم نتنياهو على التفنيد من قبل حكومة غزة والصور المباشرة التي تنقل من القطاع، بل فندتها أيضًا مؤسسات دولية معنية، بما في ذلك برنامج الأغذية العالمي والأمم المتحدة.

وفي الآونة الأخيرة، حذر البرنامج من أن 'ثلث سكان غزة لم يأكلوا منذ عدة أيام'، واصفًا الوضع الإنساني بأنه 'غير مسبوق في مستويات الجوع واليأس'، فيما أكدت الأمم المتحدة أن غزة بحاجة إلى مئات شاحنات المساعدات يوميًا لإنهاء المجاعة التي تعانيها جراء الحصار.

والثلاثاء، أصدر 27 شريكًا دوليًا، من بينهم المملكة المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي، بيانًا مشتركًا بشأن القيود التي تواجه المساعدات الإنسانية وعمل منظمات المجتمع المدني في غزة، وأكدوا أن المعاناة الإنسانية في غزة وصلت إلى مستويات 'لا يمكن تصورها' وأن 'المجاعة قائمة أمام أعيننا' وأن 'لابد من تحرك عاجل لوقف المجاعة وعكس مسارها'.

ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث يتداخل التجويع الممنهج مع إبادة جماعية ترتكبها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وخلّفت العمليات الإسرائيلية 61 ألفا و722 شهيدا و154 ألفا و525 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 235 شخصا، بينهم 106 أطفال.

مشاركة المقال: