وصلت إلى محافظة السويداء قافلة إنسانية تتألف من 21 شاحنة، محملة بمساعدات إغاثية وطبية وغذائية، بالإضافة إلى مواد الوقود، وذلك يوم الأربعاء الموافق 13 آب. وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا بأنه تم إدخال سبعة أجهزة غسل كلى إلى مستشفى "السويداء"، وهي المرة الأولى منذ بدء الأحداث في المحافظة في تموز الماضي، عبر ممر "بصرى الشام".
اشتملت القافلة على مواد غذائية، وعبوات مياه شرب، وخضراوات، وكميات من الطحين، بالإضافة إلى صهاريج تحمل مشتقات نفطية كالوقود السائل والغاز. وكانت محافظة السويداء قد أعلنت في 10 آب عن وصول ثلاثة صهاريج من الغاز إلى مديرية المحروقات في المحافظة، بسعة إجمالية تقارب 51 ألف ليتر، وذلك بهدف دعم احتياجات الأهالي وتأمين المستلزمات الأساسية.
يذكر أن قافلة مساعدات إغاثية وغذائية قد وصلت سابقًا إلى محافظة السويداء تحت إشراف الهلال الأحمر السوري، وفقًا لما نشرته المحافظة عبر "فيسبوك". وأشار مراسل عنب بلدي في درعا حينها إلى أن القافلة تضمنت 12 شاحنة محملة بمواد تموينية كالأرز والبرغل والعدس والزيت والسمن.
هدوء حذر
أفاد مراسل عنب بلدي بأن الوضع الأمني في السويداء يسوده "هدوء حذر"، ولم يشهد أي اشتباكات خلال اليومين الماضيين. وأشار إلى أن الأمن الداخلي في درعا سيؤمن اليوم خروج 30 شخصًا من أبناء مدينة السويداء، غالبيتهم من كبار السن، إلى السويداء ومدينة جرمانا بريف دمشق، عبر حافلات ترافقها قوات الأمن. وذكر أن قوات الأمن الداخلي قامت بتأمينهم على خلفية أحداث السويداء، وهم موجودون في مبنى الأمن العسكري سابقًا في مدينة درعا.
وفي مساء السبت 9 آب، شهدت قريتا المزرعة ومجدل بالريف الغربي للسويداء اشتباكات بين الفصائل المحلية في مدينة السويداء وقوات الأمن الداخلي. كما شهد يوم الجمعة 8 آب اشتباكات في قريتي نجران ودوير، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين من مقاتلي العشائر.
تثبيت اتفاق السويداء
أعلنت وزارة الخارجية السورية عن تشكيل مجموعة عمل ثلاثية، تضم دمشق وعمان وواشنطن، بهدف إسناد الحكومة السورية في جهودها لتثبيت وقف إطلاق النار في محافظة السويداء جنوبي سوريا وإنهاء الأزمة فيها. وجاء الإعلان عن المجموعة الثلاثية خلال اجتماع ضم وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، ونظيره الأردني، أيمن الصفدي، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس براك، الثلاثاء 12 آب.
ووفقًا لبيان ثلاثي مشترك، رحبت الولايات المتحدة الأمريكية بخطوات الحكومة السورية والتي تضمنت:
- إجراء التحقيقات الكاملة ومحاسبة كافة مرتكبي الجرائم والانتهاكات في محافظة السويداء، إضافة لاستعداد الحكومة السورية للتعاون مع هيئات الأمم المتحدة المعنية وإشراكها بمسار التحقيق.
- زيادة دخول المساعدات الإنسانية لجميع المناطق في محافظة السويداء وتعزيز تدفقها، بما يشمل التعاون مع وكالات الأمم المتحدة المعنية.
- تكثيف عمل المؤسسات الخدمية لاستعادة الخدمات التي تعطلت جراء الأحداث في المحافظة.
- بدء عمليات إعادة تأهيل المناطق التي تضرّرت من الأحداث التي شهدتها المحافظة.
- الترحيب بإسهامات المجتمع الدولي المستهدفة تلك الجهود، وإسناد الحكومة السورية في جهود عودة النازحين لمناطقهم.
- الشروع بمسار المصالحات المجتمعية في محافظة السويداء، وتعزيز السلم الأهلي.
وأشار البيان إلى أن الاجتماع هو استكمال لمباحثات عمان التي تمت في 19 تموز الماضي، والتي نتج عنها اتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومة السورية والفصائل المحلية في السويداء. وجاء اللقاء في سياق التعاون الثلاثي بين الولايات المتحدة والأردن وسوريا لدعم استقرار الأوضاع الميدانية والحفاظ على الأمن الإقليمي.
وفي 9 آب، أصدر الشيوخ الثلاثة لطائفة الموحدين الدروز في السويداء بيانات أعلنوا فيها مواقف واضحة ضد حكومة دمشق، في مشهد يعكس تحول الشيخين يوسف الجربوع وحمود الحناوي، من الموقف المهادن الوسطي، إلى الموقف الذي يتبناه الشيخ حكمت الهجري.
متى بدأت الأحداث؟
شهدت محافظة السويداء انتهاكات متبادلة بين الحكومة السورية ومقاتلين من عشائر البدو وفصائل محلية في محافظة السويداء. وبدأت الأحداث بعمليات خطف متبادلة بين فصائل محلية وسكان من حي المقوس في السويداء الذي تسكنه أغلبية من البدو، في 12 تموز. تطورت التوترات إلى اشتباكات متبادلة ما استدعى تدخل الحكومة التي انسحبت بعد أن استهدفت إسرائيل نقاطًا للحكومة في السويداء ودمشق، لتعود الانتهاكات من قبل الفصائل المحلية بحق البدو ما أثار غضبًا في الأوساط العشائرية، التي أرسلت أرتالًا إلى السويداء.
وتسير الأوضاع في السويداء إلى التهدئة بعد اتفاق لوقف إطلاق النار، في حين تعاني المحافظة من أوضاع إنسانية صعبة. وتواجه الحكومة السورية اتهامات بفرض حصار إنساني وعسكري على السويداء، إلا أنها تنفي ذلك وتؤكد إمكانية إرسال المساعدات.