الأربعاء, 13 أغسطس 2025 03:56 PM

بانتظار "التوجيهات": فتح سد الرستن لري الأراضي الزراعية في حماة

بانتظار "التوجيهات": فتح سد الرستن لري الأراضي الزراعية في حماة

أعلن مدير "الموارد المائية بحماة"، "رياض عبيد"، عن الموافقة على فتح سد الرستن لتوفير المياه الضرورية لري المزروعات، وذلك بناءً على "توجيه" من المدير العام لهيئة الموارد المائية في دمشق.

ووفقًا لما ورد، فإن المدير العام في دمشق "وجّه" مديرية الموارد المائية في حماة، استجابةً لطلب من اتحاد الفلاحين فيها. هذا يشير إلى أن فتح السد كان معتمدًا على "التوجيه" الذي يُعتبر أساسيًا في تنفيذ القرارات الصادرة من دمشق.

لتجنب المساءلة، يفضل العديد من مديري الفروع في المحافظات عدم اتخاذ القرارات وتحمل المسؤوليات، خاصةً وأن معظم الصلاحيات تعود إلى المركز في العاصمة. بالتالي، ينتظرون "التوجيه" من القيادة العليا في كل شأن.

أوضح "عبيد" أن مياه السد ضرورية لري المزروعات والأشجار على امتداد نهر العاصي، من سد الرستن إلى سد محردة، خاصةً في ظل موجات الحر. تقدر الكميات التي سيتم إطلاقها من السد بحوالي 4 ملايين متر مكعب من المياه لمدة تتراوح بين 4 و 5 أيام.

يبدو أن حتى الأشجار في سوريا تنتظر "التوجيه" لتُسقى من مياه النهر. ولحسن الحظ، فإن المسؤولين الكبار دائمًا على قدر المسؤولية ولا يبخلون بالتوجيهات. يمكن الحصول على التوجيهات والتعليمات والتعاميم والقرارات باستمرار من القيادة العليا.

قد يتساءل البعض عن سبب وجود مدراء للفروع في المحافظات إذا كانت القرارات و"التوجيهات" تأتي دائمًا من الإدارة العامة في العاصمة. الجواب بسيط: المدير العام يحتاج إلى مدير أصغر لكي يوجه له "التوجيه". تخيل عدم وجود من يتلقى التوجيهات، ستكون كارثة.

ما هي قيمة حياة المواطنين بدون "توجيهات"؟ وكما يقول المثل، (اللي مالو كبير يشتريلو كبير)، لكي يوجهه وينقذه من الضياع والفوضى والعبث، ويريحه من التفكير وتحمل المسؤولية لكي يشعر بقيمة "التوجيهات" وحجم الجهود التي يبذلها المسؤولون الأعلى لإنتاج كمية "توجيهات" تكفي الحاجة المحلية وقد يزيد منها فائض للتصدير.

مشاركة المقال: