الأربعاء, 13 أغسطس 2025 02:18 PM

اجتماع ثلاثي في عمان: الأردن وسوريا وواشنطن تبحث تثبيت الاستقرار في السويداء وسوريا

اجتماع ثلاثي في عمان: الأردن وسوريا وواشنطن تبحث تثبيت الاستقرار في السويداء وسوريا

في خطوة دبلوماسية هامة، استضافت الأردن يوم الثلاثاء اجتماعاً ثلاثياً ضم الأردن وسوريا وواشنطن، لمناقشة الأوضاع الراهنة في سوريا وسبل دعم إعادة بنائها على أسس متينة تضمن أمنها واستقرارها وسيادتها ووحدتها، مع التأكيد على عدم التدخل في شؤونها الداخلية. يأتي هذا اللقاء استكمالاً لمباحثات سابقة عقدت في عمان في 19 تموز/يوليو الماضي، والتي تركزت على تثبيت وقف إطلاق النار في محافظة السويداء وإيجاد حل للأزمة فيها.

أفاد بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية أن الاجتماع يهدف إلى تلبية طموحات الشعب السوري وحفظ حقوق جميع أبنائه، في سياق يعكس التزاماً مشتركاً ببناء "سوريا الجديدة" نحو مستقبل آمن لكل مواطنيها. وأكد المشاركون على أن محافظة السويداء، بكل مكوناتها المحلية، جزء أصيل من الجمهورية العربية السورية، مع ضمان حقوق أبنائها في إعادة البناء، وتمثيلهم ومشاركتهم في صياغة مستقبل سوريا.

أبرز الملفات التي نوقشت

كان ملف محافظة السويداء محوراً أساسياً في المناقشات، حيث تم التركيز على تثبيت وقف إطلاق النار وحل الأزمة، بالإضافة إلى بحث التحديات الأوسع التي تواجه سوريا. وقد رحبت الأردن والولايات المتحدة بالخطوات الإيجابية التي اتخذتها الحكومة السورية في هذا السياق، والتي تضمنت:

  • إجراء تحقيقات كاملة ومحاسبة مرتكبي الجرائم والانتهاكات في السويداء، مع الاستعداد للتعاون مع هيئات الأمم المتحدة وإشراكها في التحقيقات.
  • زيادة دخول المساعدات الإنسانية إلى جميع مناطق المحافظة بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة.
  • تكثيف عمل المؤسسات الخدمية لاستعادة الخدمات المتضررة.
  • بدء عمليات إعادة تأهيل المناطق المتضررة.
  • الترحيب بإسهامات المجتمع الدولي لدعم هذه الجهود، ومساندة جهود الحكومة السورية في إعادة النازحين إلى مناطقهم.
  • الشروع في مسار المصالحات المجتمعية وتعزيز السلم الأهلي، مع الإشادة بالدعم الأردني والأمريكي في هذا المجال.

كما تناولت المناقشات قضايا أوسع مثل التصدي للاعتداءات الإسرائيلية ومحاولة الحد من تأثير إسرائيل على الاستقرار في المنطقة.

ملف السويداء من القضايا الرئيسية

أكد مصدر خاص في وزارة الخارجية الأمريكية لمنصة إخبارية أن ملف السويداء كان من القضايا الرئيسية التي نوقشت، بالإضافة إلى استعراض الوضع الحالي وتحديد أفضل طريق للمضي قدماً، معرباً عن أمله في إحراز تقدم إيجابي نحو حل سياسي، لكنه استبعد حدوث اختراق كبير في اجتماع عمان.

سحب الذرائع من إسرائيل

صرح قتيبة إدلبي، مدير إدارة الشؤون الأمريكية في وزارة الخارجية السورية، بأن الاجتماع يهدف إلى البحث في كيفية التصدي للاعتداءات الإسرائيلية ومحاولة تحجيم أثر إسرائيل على الاستقرار في المنطقة، وأن ملف السويداء كان ضمن هذا الإطار، بهدف سحب الذرائع من إسرائيل ومحاولات زعزعة الاستقرار في سوريا والمنطقة.

الهدف من الاجتماع

يهدف الاجتماع إلى تعزيز التعاون الثلاثي لدعم عملية إعادة بناء سوريا، مع التركيز على الحفاظ على وحدتها وسيادتها. وجدد الصفدي وباراك تضامن بلديهما الكامل مع سوريا، ودعوا المجتمع الدولي للوقوف إلى جانبها في جهود إعادة البناء وفق أسس تضمن أمنها واستقرارها. واتفق الأطراف على عقد اجتماع جديد خلال الأسابيع المقبلة، وتلبية طلب الحكومة السورية بتشكيل مجموعة عمل ثلاثية (سورية – أردنية – أمريكية) لدعم جهود تثبيت وقف إطلاق النار في السويداء وإنهاء الأزمة فيها. يعكس هذا الهدف رغبة مشتركة في حل النزاعات دبلوماسياً، وتعزيز السلم الأهلي لضمان مشاركة جميع المكونات في صياغة المستقبل.

الانعكاسات والتحليل

يعتبر اجتماع عمان خطوة إيجابية في مسار الاستقرار السوري، خاصة بعد أحداث السويداء. ووفقاً للمحلل السياسي عبد الله زيزان، فإن الاجتماع كان مثمراً، خاصة بعد الأحداث التي أثارت مخاوف بشأن العلاقات بين الولايات المتحدة والإدارة السورية الجديدة. وأضاف أن الإدارة الأمريكية على اطلاع جيد على الأحداث في سوريا، وخاصة في السويداء ومناطق قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وأن رد الفعل الأمريكي كان إيجابياً وتضمن توصيات عادلة بخصوص ملف السويداء وزيادة المساعدات ومحاسبة المجرمين من كل الأطراف.

وأشار زيزان إلى أن هناك رغبة أمريكية ثابتة في استقرار سوريا وازدهارها وإدخال المزيد من الاستثمارات إليها. وبالنسبة لأحداث الجنوب السوري، رأى أن الأزمة في طريقها إلى الحل من خلال العمل الدبلوماسي، وأن مشكلة السويداء لن تحل عسكرياً بسبب التدخلات الإقليمية، لا سيما الكيان الصهيوني. وأعرب عن اعتقاده بأن الحل الدبلوماسي هو الأمثل طالما أن الرغبة الغربية تتقاطع مع الرغبة السورية في بقاء سوريا موحدة، وأن اجتماع عمان كان جزءاً من حل هذه الأزمة.

تشير الانعكاسات إلى تعزيز الثقة بين الأطراف، وإمكانية جذب استثمارات دولية لإعادة الإعمار، وتقليل التدخلات الخارجية، وفتح الباب لاجتماعات مستقبلية قد تحقق اختراقات أكبر، خاصة في ملف السويداء، مما يعزز الاستقرار الإقليمي. ويعكس الاجتماع التزاماً مشتركاً بمسار دبلوماسي يركز على الوحدة السورية والمصالحة الداخلية، وسط تحديات مستمرة.

مشاركة المقال: