أصدرت وزارة الثقافة السورية بياناً أمس نفت فيه إصدار أي قرار بإيقاف عرض مسرحية "كل عار وأنتم بخير" للأخوين ملص، موضحة أن الأمر كان مجرد سوء تفاهم.
وأكدت الوزارة حرصها الدائم على دعم الحركة المسرحية السورية واحتضان المواهب والخبرات الفنية، وتوفير الإمكانيات اللازمة لتطوير الإبداع المسرحي في مختلف المحافظات. وأشار البيان إلى أن إيقاف المسرحية، كما أعلن "الأخوان ملص"، كان نتيجة سوء فهم من أحد العاملين وليس قراراً أو توجهاً من الوزارة، مؤكدة أنها ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة دون تحديد ماهية هذه الإجراءات.
وجددت الوزارة التزامها الكامل بمبدأ حرية التعبير الفني وإيمانها بأن المسرح منبر حضاري يعكس نبض المجتمع ويعزز الحوار الثقافي البناء، معربة عن استعدادها الدائم للتواصل مع الفرق المسرحية والمهتمين بالعروض الثقافية وتقديم التسهيلات لهم. وأكد البيان أنه تم التواصل مع "الأخوين ملص" وإبلاغهم بعدم وجود أي قرار بمنع عروضهم المسرحية، وأن بإمكانهم تقديم عروضهم كما هو متفق عليه سابقاً.
في المقابل، انتشر تسجيل منسوب للأخوين ملص حول المشكلة، ذكروا فيه أن الاتصال الذي وصلهم من الوزارة أوضح أن إيقاف العرض يعود لمنشور على صفحتهم في فيسبوك يتضمن نقداً للحكومة. وأضاف التسجيل أن الدعم الذي قدمته وزارة الثقافة لا يعني منعهم من الانتقاد، وأنهم لم يتواصلوا مع الوزارة لاحقاً لأن الوزير أبدى انزعاجه من المنشور، الذي أوضح "الأخوان ملص" أنه يعبر عن رفضهما لأي انتهاك بحق أي مدني.
وختم "الأخوان ملص" حديثهما بالتأكيد على أنهم لا يطلبون شيئاً من الدولة السورية حالياً، سوى أن يعرف المسؤولون أن من ينتقدهم يحبهم، وأن من "يطبّل لهم" هو الخطر الأكبر عليهم. وأعلنا أنه تم توقيف عرضهم المسرحي ثلاث مرات عبر اتصالات هاتفية شفهية، وأعيد السماح به بالطريقة نفسها، معربين عن شكرهم لوزارة الثقافة لإصدارها بياناً واضحاً، ومؤكدين أنه تم التواصل معهم والموافقة على استمرار العروض والورشات.
وأشار الفنانان المسرحيان إلى أن عبارة "سوء فهم مع أحد العاملين" لم تكن دقيقة في البيان، موضحين أن من تواصل معهما وأبلغهما بقرار التوقيف هو شخص ذو مكانة في الوزارة وكان على تواصل مباشر معهما منذ انطلاق جولتهما المسرحية. وأعلنا إنهاء جولتهما المسرحية بعرض في "طرطوس" يليه عرض وورشة مسرحية في "حمص".
يذكر أن الحادثة أثارت جدلاً واسعاً ومخاوف من عودة أساليب قمع الأنشطة الفنية بسبب المواقف السياسية لأصحابها، ودعوات للالتزام بحرية التعبير وحرية الفن دون اعتبارات لموقف الفنان من الحكومة واصطفافه السياسي.