الأحد, 10 أغسطس 2025 07:57 PM

السويداء: شيوخ العقل يتّحدون في معارضة دمشق بعد أحداث دامية

السويداء: شيوخ العقل يتّحدون في معارضة دمشق بعد أحداث دامية

أصدر الشيوخ الثلاثة لطائفة الموحدين الدروز في السويداء بيانات موحدة تعبر عن موقف معارض لحكومة دمشق. يمثل هذا التحول تغييرًا في موقف الشيخين يوسف الجربوع وحمود الحناوي، اللذين كانا يتبنيان موقفًا وسطيًا مهادنًا، لينضما إلى موقف الشيخ حكمت الهجري الأكثر تشددًا.

وشهدت السويداء أحداثًا دامية في منتصف تموز الماضي، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 1013 شخصًا، وفقًا لـ "الشبكة السورية لحقوق الإنسان". تورطت في هذه الأحداث فصائل محلية وقوات حكومية وقوات عشائرية ومجموعات من البدو، وسط تدخل إسرائيلي ضد القوات الحكومية.

الهجري يثمن دور إسرائيل ويطالب بتحقيق

الشيخ حكمت الهجري، المعروف بموقفه الواضح ضد حكومة دمشق، قال في تسجيل مصور نشرته "رئاسة الطائفة الروحية للموحدين الدروز" في 9 آب، إن "السويداء شهدت في الأيام الأخيرة سلسلة جرائم لا يمكن وصفها إلا بأنها إبادة ممنهجة تنفذ بدم بارد"، معتبرًا وجود "حصار خانق امتد لأسابيع شمل قطع الماء والكهرباء والغذاء في محاولة لكسر إرادة شعب لا ينكسر".

واعتبر الهجري أن ما جرى "ليست تجاوزات فردية بل خطة إبادة صامتة تُنفذ على مرأى ومسمع من العالم". وتشير إسرائيل إلى أنها تدخلت "حماية للدروز" وقصفت قوات حكومية في محيط السويداء، بالإضافة إلى قصف مبنى الأركان التابع لوزارة الدفاع والقصر الرئاسي في دمشق.

وأكد الهجري في بيانه أن "استخدام التجويع كوسيلة ضغط على المدنيين ليس مجرد انتهاك بل هو جريمة حرب"، منددًا بما وصفه بـ "حملات التزييف التي تقودها وسائل الإعلام الرسمية وبعض القنوات الداعمة لحكومة الأمر الواقع".

في المقابل، تدخل قوافل المساعدات إلى السويداء، كان آخرها في 6 آب الحالي، حيث أفاد مراسل عنب بلدي في درعا بدخول قافلة إغاثية مؤلفة من 20 شاحنة من مشروع مركز "الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية"، إضافة إلى 29 قافلة مقدمة من بعثة مشتركة من الأمم المتحدة والصليب الأحمر، وذلك بالتنسيق مع منظمة الهلال الأحمر السوري.

وثمّن الهجري مواقف الدول التي "رفضت الصمت"، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، قائلًا "نثمن مواقف الدول التي رفضت الصمت ووقفت إلى جانب المظلومين وفي مقدمتهم الرئيس ترامب". وأثنى على "موقف إسرائيل حكومة وشعبها لتدخلها الإنساني للحد من المجازر بحق أهل السويداء بدافع أخلاقي وإنساني".

وطالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بـ "التحرك الفوري وفتح تحقيق دولي مستقل حول الجرائم المرتكبة في السويداء"، داعيًا إلى "إحالة المتورطين بهذه الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية وإرسال بعثات مراقبة دولية لحماية المدنيين".

الحناوي والجربوع ينضمان إلى الهجري

شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز حمود الحناوي، قال في بيان نشره السبت أيضًا، إنه "لا عهد ولا ميثاق" بين السويداء والحكومة في دمشق، وذلك في تغيير واضح لموقفه من الحكومة السورية. وأضاف الحناوي في تسجيل مصور، "ابتلينا بسلطة لا عهد لها، باعت الوطن وطعنت بأهله قبل أن تطعن حدوده، وكانت سيفًا مسلولًا على رقاب الأبرياء بأفكار متطرفة تستبيح الدماء".

شيخ عقل طائفة الموحين الدروز، يوسف الجربوع، خرج ببيان متزامن ليأخذ ذات الموقف الذي تبناه كل من الهجري والحناوي. وقال الجربوع "إننا نقف اليوم لنرى بوضوح ما خلّفه هذا العدوان الذي حضر بحجة "بسط سيطرة الدولة" ولكنه أعطى غطاءً و حمايةً لـ "جيش من التتر عاثوا في الأرض فسادًا، وقتلوا المدنيين العزّل دون وجه حق".

ووصف الجربوع هذه الأعمال بـ "الوحشية الطائفية" ترقى إلى "محاولة تطهير عرقي ممنهج"، معتبرًا إياها "خيانة حقيقية للشعب السوري أجمع تُسقط شرعية هذه العُصبة في حُكم الدولة". وحمل الجربوع الدول التي دعمت هذه العُصبة (الحكومة السورية) المسؤولية، داعيًا إياها لاتخاذ موقف مغاير، شاكرًا شيخ الطائفة الدرزية في إسرائيل موفق طريف.

ويوجد في السويداء ثلاثة مشايخ رئيسيين للطائفة، هم حكمت الهجري ويوسف الجربوع وحمود الحناوي. ويعد الهجري أوضحهم موقفًا ضد الحكومة السورية، خلال أحداث السويداء الأخيرة، بينما اتخذ الجربوع مواقف متناقضة من الاتفاق مع الحكومة إلى انتقادها واتهامها بالمجازر، بينما التزم الحناوي الصمت حيال الأحداث.

وخلال أحداث جرمانا وصحنايا، التي سبقت أحداث السويداء، وعلى خلاف الموقف الحاد الذي اتخذه حكمت الهجري من دمشق، سارع شيخا العقل، جربوع والحناوي، إلى دمشق، ولعبا إلى جانب قائد قوات "شيخ الكرامة" الشيخ ليث البلعوس، دورًا بالتهدئة، والوصول إلى اتفاق، بوساطة وتفاهم مع قيادة منطقة داريا بريف دمشق (المجاورة لصحنايا).

مشاركة المقال: