الخميس, 7 أغسطس 2025 10:43 PM

بعد توقف دام 13 عاماً: انطلاق أول قطار يربط حلب وحماة.. خطوة نحو إعادة إحياء شبكة السكك الحديدية في سوريا

بعد توقف دام 13 عاماً: انطلاق أول قطار يربط حلب وحماة.. خطوة نحو إعادة إحياء شبكة السكك الحديدية في سوريا

حلب-سانا: في خطوة مهمة نحو إعادة بناء البنية التحتية لقطاع النقل في سوريا، استأنف القطار رحلاته بين حلب ومحافظة حماة، وذلك بعد توقف استمر أكثر من ثلاثة عشر عاماً بسبب الحرب. تمثل هذه الرحلة التجريبية، التي انطلقت من محطة حلب، عودة الحياة إلى خط السكك الحديدية الجنوبي الذي توقف منذ عام 2012.

إنجاز تقني يعيد الأمل

المهندس محمد حمزة أبرم، رئيس مركز مجموعة قطار “ترينسيت”، وصف هذا الحدث بأنه “إنجاز كبير”. وأكد في تصريح لمراسلة سانا أن هذه الرحلة هي نتيجة لعمليات صيانة شاملة للقطارات والبنية التحتية للخطوط. وأضاف: “لقد عملنا بجد لتأهيل ما توقف منذ العام 2012، وهدفنا يتجاوز حماة، حيث نسعى لتوسيع الشبكة لربط جميع المحافظات السورية، وربط شبكتنا بالسكك الحديدية التركية عبر غازي عنتاب في المستقبل”.

مواصفات حديثة وتحديات قائمة

أشار أبرم إلى أن القطار الجديد مجهز بكل وسائل الراحة والخدمات، بما في ذلك أنظمة تكييف حديثة ومقصف، وتبلغ سرعته القصوى 160 كيلومتراً في الساعة. ومع ذلك، نبه إلى وجود تحديات كبيرة، مثل نقص الأيدي العاملة المؤهلة والقطع التبديلية، داعياً إلى تقديم دعم عاجل لضمان استمرارية المشروع وتوسعه.

تأهيل متكامل وخطط توسع مستقبلية

من جانبه، أوضح المهندس محمد خير عبد السلام، معاون رئيس مركز “ترينسيت” في حلب، أن ورشات الصيانة عملت خلال الأشهر الثلاثة الماضية على إعادة تأهيل القطارات المتوقفة، وشمل العمل تجهيزات كهربائية وميكانيكية شاملة، بالإضافة إلى إصلاح خطوط السكك الحديدية في المحافظات.

وأضاف: “خط حلب – حماة هو البداية التشغيلية الفعلية، والخطوة التالية ستكون تشغيل خط حلب – حمص، ثم التوجه تدريجياً نحو دمشق واللاذقية والمنطقة الشرقية، وصولاً إلى غازي عنتاب التركية كأهداف مستقبلية”.

فرحة الركاب والسائقين

بدت الفرحة واضحة على وجه جميل حلوم، سائق القطار، الذي صرح لمراسلة سانا قائلاً: “بعد توقف دام سنوات، تعود مجموعة قطارات ‘ترينسيت’ إلى الخدمة. القطار الآن جاهز لنقل 245 راكباً في رحلة مريحة وآمنة، ومجهز بتكييف وتدفئة ومرافق خدمية متكاملة. إنها خطوة عملاقة نحو إحياء وتطوير النقل البري الجماعي في بلدنا”.

نافذة أمل جديدة

إن عودة القطار بين حلب وحماة ليست مجرد وسيلة نقل، بل تمثل إشارة قوية لعودة التواصل بين المدن السورية، وإحياء لشريان اقتصادي واجتماعي حيوي، ونافذة أمل نحو استعادة دور السكك الحديدية في ربط أرجاء سوريا، وتسهيل حركة المواطنين والبضائع بعد سنوات طويلة من الانقطاع.

وتأتي إعادة تشغيل خط القطار بين حلب وحماة في إطار جهود الدولة لإعادة تأهيل البنية التحتية الحيوية التي تضررت بفعل الحرب. ويُعد هذا الخط من أبرز مشاريع النقل البري التي تربط شمال البلاد بوسطها، وكان قد توقف منذ عام 2012. وتعكس هذه الخطوة التقدم المستمر في مسار التعافي الوطني، وتعزز التواصل بين المحافظات بما يخدم المواطنين ويعيد الحيوية للاقتصاد المحلي.

مشاركة المقال: