الجمعة, 8 أغسطس 2025 02:50 AM

مبادرات شعبية في اللاذقية لمواجهة تدهور الخدمات: الأهالي يتحدون نقص الإمكانيات

مبادرات شعبية في اللاذقية لمواجهة تدهور الخدمات: الأهالي يتحدون نقص الإمكانيات

اللاذقية-سانا: يواجه سكان مدينة اللاذقية تحديات متزايدة في الحصول على الخدمات العامة الأساسية، مما دفعهم إلى إطلاق مبادرات فردية وجماعية لسد النقص الحاصل في ظل محدودية الاستجابة الرسمية. وتظهر الإحصائيات المحلية أن ساعات التقنين الكهربائي قد تجاوزت 17 ساعة يومياً في بعض الأحياء، بينما انخفضت كميات المياه الموزعة بنسبة 40% خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

نظرة ميدانية على واقع الخدمات

أفاد تقرير صادر عن مجلس المدينة بأن شبكة الصرف الصحي في حي الرمل الجنوبي تحتاج إلى ترميم شامل بنسبة تتجاوز 60%. كما تعاني أحياء الشيخ ضاهر والقلعة من ضعف ملحوظ في ضخ المياه، مما أثر سلباً على حياة السكان اليومية. وعلى الرغم من هذه الصعوبات، ظهرت مبادرات مجتمعية ملحوظة، بما في ذلك حملات تنظيف أسبوعية، وإصلاح الأعطال الكهربائية البسيطة، وتنظيم ورش عمل للتوعية البيئية.

شهادات من الميدان

يقول نزار خضور، أحد المشاركين في حملة تنظيف الشاطئ: "لم نعد ننتظر الكثير من الجهات الرسمية، لذلك قررنا أن نعتمد على أنفسنا. البحر هو واجهة مدينتنا، ويجب أن نحافظ على نظافته." وتضيف هالة سليمان، مدرسة متقاعدة: "نحن نعلم أطفالنا أن يكونوا جزءاً من الحل، وليسوا مجرد متفرجين. المبادرات الصغيرة تحدث فرقاً كبيراً."

تحليل الأسباب وتوصيف الواقع

يعزو خبراء في الإدارة المحلية أزمة الخدمات في اللاذقية إلى نقص التمويل المركزي وعدم وجود خطط استراتيجية لتطوير البنية التحتية. كما أن الزيادة السكانية الناتجة عن النزوح الداخلي قد فاقمت الوضع. ومع ذلك، يعتبر الحراك الشعبي علامة إيجابية على الوعي المجتمعي المتزايد والقدرة على التغلب على الأزمات بطرق مبتكرة.

نماذج من المبادرات الناجحة

في حي الزراعة، أطلق مجموعة من الشباب مشروعاً لإعادة تدوير النفايات المنزلية وتحويلها إلى منتجات قابلة للاستخدام، بالتعاون مع ورش محلية. كما نظمت جمعية أهلية معرضاً بيئياً في ساحة أوغاريت، عرضت فيه حلولاً بسيطة لتحسين الخدمات، مثل استخدام الطاقة الشمسية في الإضاءة العامة.

ردود الجهات الرسمية

على الرغم من أن بعض الجهات الحكومية بدأت في التفاعل مع هذه المبادرات من خلال تقديم دعم رمزي أو تسهيل الإجراءات، إلا أن الاستجابة لا تزال محدودة. ويطالب السكان بخطط واضحة ومستمرة تضمن استدامة هذه الجهود وتكاملها مع المشاريع الرسمية.

اللاذقية اليوم ليست مجرد مدينة تواجه أزمة في الخدمات، بل هي مثال حي على تحول اجتماعي يقوده المواطنون. وبين ضعف البنية التحتية وتحديات التمويل، تبرز إرادة شعبية قوية تستحق الدراسة والدعم، لأنها تمثل مستقبلاً جديداً للتنمية المحلية في سوريا.

مشاركة المقال: