الجمعة, 8 أغسطس 2025 09:56 AM

حملة ناشطين سوريين لمواجهة خطاب الكراهية والتعبئة الطائفية تحت شعار "السويداء في قلب سوريا"

حملة ناشطين سوريين لمواجهة خطاب الكراهية والتعبئة الطائفية تحت شعار "السويداء في قلب سوريا"

أطلق ناشطون سوريون حملة على وسائل التواصل الاجتماعي تحت وسم "السويداء في قلب سوريا" لمواجهة خطاب الكراهية والتحريض الطائفي والتعبئة في سوريا. يشارك في الحملة، التي بدأت يوم الثلاثاء 5 آب، ناشطون إعلاميون وسياسيون من درعا والقنيطرة والسويداء، بالإضافة إلى ناشطين من حمص واللاذقية وطرطوس ودمشق.

تركز الحملة على نشر الوعي عبر الإنترنت بهدف تخفيف التوتر داخل المجتمع السوري. يخطط القائمون عليها لتنفيذ خطوات ميدانية مستقبلية.

أوضح الناشط السياسي جبير السكري، أحد منظمي الحملة، أن الهدف هو كسر الجمود وتخفيف الاحتقان ومواجهة التحريض الطائفي والتعبئة، ودعم سوريا موحدة بعيدًا عن التدخلات الخارجية. وأكد أن الحملة تأتي في وقت حساس بسبب اتساع الشرخ بين مكونات المجتمع السوري، مشيرًا إلى أن هذا الدور يقع على عاتق الناشطين الإعلاميين والسياسيين.

وعن تفاعل السوريين، قال السكري إنهم تلقوا رسائل عديدة من أبناء السويداء تعبر عن الخوف وتؤكد دعمهم للحملة. وأضاف أن هذه المشاركة تدل على رغبة الكثيرين في وحدة سوريا والعيش المشترك.

تضامن يتجاوز الانقسامات

تُعرف حملات المناصرة المجتمعية بأنها جهود منظمة تهدف إلى إحداث تغيير اجتماعي أو سياسي من خلال التأثير على صانعي القرار والجمهور. وتشمل رفع الوعي بالقضايا، وتعبئة الدعم، والضغط من أجل التغيير.

قالت الناشطة المجتمعية جولي بيطار إن حملة "السويداء في قلب سوريا" تمثل نموذجًا مهمًا للتضامن الشعبي الذي يتجاوز الانقسامات الجغرافية والطائفية في سوريا. وأضافت أنها محاولة واعية لإعادة بناء النسيج الوطني عبر خطاب يرفض التحريض ويؤكد وحدة المصير السوري، بعيدًا عن خطاب الاستقطاب والتفكيك. وتعكس الحملة وعيًا متزايدًا لدى شرائح واسعة من المجتمع السوري بضرورة حماية الوحدة الوطنية كشرط أساسي لأي مستقبل مستقر. ومع ذلك، تظل فاعلية هذه الحملات مرتبطة بقدرتها على ترجمة التضامن الرقمي إلى خطوات ملموسة على الأرض، تعيد للمواطنين الأمل في دولة العدالة والكرامة، بحسب بيطار.

أحداث السويداء

بدأت الأحداث الدامية في السويداء بعمليات اختطاف متبادلة بين فصائل محلية موالية للرئيس الروحي للطائفة الدرزية، حكمت الهجري، وعشائر من البدو.

وفي 14 تموز، دخلت قوات من وزارتي الداخلية والدفاع لفض النزاع، لكنها واجهت مقاومة من الفصائل بعد ورود أنباء عن انتهاكات. وتدخلت إسرائيل، ما أدى إلى انسحاب القوات الحكومية وتسليم الملف الأمني للفصائل المحلية، والتي ارتكبت أيضًا انتهاكات بحق عوائل من البدو.

وفقًا لأحدث إحصائية صادرة عن "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، قُتل ما لا يقل عن 814 سوريًا، بينهم 34 سيدة و20 طفلًا، وستة من الطواقم الطبية، وشخصان من الطواقم الإعلامية، في محافظة السويداء منذ اندلاع التوترات في 13 تموز.

عاد الهدوء إلى المدينة بعد تجدد الاشتباكات، في 3 آب، بين قوى الأمن العام السوري ومقاتلي العشائر من جهة، وفصائل محلية في السويداء من جهة أخرى، في محيط تل الحديد القريب من بلدة الثعلة، في الريف الغربي للمحافظة.

مشاركة المقال: