بعد سنوات من الإغلاق نتيجة الدمار الذي خلفه القصف، بادر أهالي حي برزة الدمشقي إلى إعادة فتح طريق "حارة السويدا" القريب من منطقة البحوث العلمية. الطريق كان مغلقاً لسنوات بسبب تضرر الأبنية والبنية التحتية المحيطة به.
يعتبر الطريق من المسارات الحيوية لأهالي الحي، وقد شهد مؤخراً عمليات ترميم وردم ساعدت في إعادة تأهيله ليصبح صالحاً لحركة مرور المشاة والمركبات. هذا الأمر خفف من معاناة السكان الذين اضطروا طيلة السنوات الماضية إلى استخدام طرق فرعية وملتوية للوصول إلى وجهاتهم.
وقال حسان طه، عضو لجنة حي برزة ومدير المكتب الإعلامي للحي، في تصريح خاص: "تم الانتهاء من رصف الطريق منتصف ليل أمس، بعد جهود جماعية بذلها الأهالي بالتعاون مع لجنة الحي، دون أي تدخل من الجهات الرسمية". وأوضح أن الطريق يختصر مسافة طويلة كانت تُقطع عبر حارات فرعية، ما يزيد من أهميته الخدمية والحياتية للسكان.
وأضاف طه أن المشروع جاء كمبادرة محلية وتعاون مع لجنة الحي، حيث ساهم السكان بجهودهم ومواردهم الذاتية لردم الطريق باستخدام رمل السيل، وهي مادة تصبح صلبة بالاستخدام وتؤدي وظيفة مشابهة للزفت من حيث المتانة. وأشار إلى عدم معرفة إمكانية تزفيت الطريق على وضعه الراهن مستقبلاً كونه منحرف عن الطريق الرسمي وهو يمر حالياً من أملاك خاصة وتصحيحه يحتاج إلى إزالة أكوام الركام، والتي تحتاج إلى جهود جبارة من المجلس المحلي والمحافظة وليس فقط مبادرات شعبية، مشيراً إلى أن الطريق الآن مؤقت كحل إسعافي.
من جانبه، عبّر نزار أبو محمد، أحد سكان الحي، عن ارتياحه لإعادة فتح الطريق، قائلاً: "هذا الطريق كان مغلقاً منذ أكثر من عشر سنوات، وكان من الضروري إعادة تأهيله، خاصة أننا كنا نضطر للالتفاف عبر طرق طويلة وضيقة للوصول إلى أعمالنا أو مدارس أولادنا". وأضاف: "ما حدث يؤكد أن العمل الجماعي والمبادرات الأهلية قادرة على صناعة فارق، حتى في ظل غياب الدعم الحكومي".
تشهد منطقة برزة بين الحين والآخر مبادرات أهلية مشابهة لتحسين الواقع الخدمي في ظل تراجع مستوى الخدمات المقدمة من المؤسسات الرسمية. ويأمل السكان أن تلقى هذه الجهود التفاتة من المعنيين لدعمها واستكمالها بمشاريع دائمة تضمن استقرار البنية التحتية في الحي الذي تضرر كثيراً خلال سنوات الحرب.