الثلاثاء, 5 أغسطس 2025 04:01 PM

تصعيد خطير في الأقصى: اقتحامات واسعة وصلوات علنية للمستوطنين تنذر بتغيير الوضع القائم

تصعيد خطير في الأقصى: اقتحامات واسعة وصلوات علنية للمستوطنين تنذر بتغيير الوضع القائم

أحمد العبد - في ظل الاقتحام الأكبر للمسجد الأقصى من قبل المستوطنين والوزراء وأعضاء الكنيست، بمناسبة "ذكرى خراب الهيكل"، اكتفى بنيامين نتنياهو بالقول إن "إسرائيل تحافظ على الوضع القائم" في الحرم القدسي. لكن الأحداث الأخيرة تؤكد أن الوضع القائم في الحرم قد تغير بشكل جذري.

اقتحم أربعة آلاف مستوطن، بقيادة وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، ووزير الأمن يسرائيل كاتس، وأعضاء في الكنيست، المسجد الأقصى وصلوا علنًا في باحاته، مما يؤكد حدوث تغيير جوهري. هذا الحدث ينذر بمستقبل مظلم للحرم، خاصة مع ردود الفعل العربية والإسلامية الضعيفة، والتي يعتبرها المستوطنون والجماعات المتطرفة ضوءًا أخضر لتنفيذ مخططاتهم، بما في ذلك إقامة كنيس يهودي داخل المسجد الأقصى، وربما بناء الهيكل على أنقاضه.

شكل الاقتحام الأكبر من نوعه للمسجد الأقصى أحد الأيام الأكثر سوادًا منذ احتلاله عام 1967. في ذكرى "خراب المعبد"، أقام المستوطنون الطقوس التوراتية والصلوات التلمودية العلنية في الأقصى، بما في ذلك السجود الملحمي في الساحات الشرقية، والرقص والهتاف والتصفيق على وقع أنشودة "سيُبنى الهيكل". ما كان ممنوعًا سابقًا من قبل شرطة الاحتلال، أصبح اليوم مسموحًا به ويحظى برعاية رسمية من حكومة إسرائيل.

أدى المستوطنون عند المصلى المرواني "صلاة الشماع" التوراتية، وأدخلوا لفائف "التيلفن" الخاصة بطقوسهم إلى داخل المسجد، في يوم قد يُذكر باعتباره نقطة تحول كبرى في تغيير الوضع القائم إلى الأبد. من شأن ذلك أن يشجع "جماعات الهيكل" على المضي قدمًا في كسر القيود المتبقية، مثل تقديم القرابين الحيوانية، تمهيدًا لبناء الكنيس داخل الأقصى.

يبدو أن إسرائيل نجحت في ترسيخ التغيير، ضمن إستراتيجية طويلة الأمد، كما فعلت في الحرم الإبراهيمي خلال العقود الثلاثة الماضية، وتسعى لتكرارها في الأقصى. فالحرم الإبراهيمي الذي كان إسلاميًا خالصًا، عملت إسرائيل على تقسيمه مكانيًا عام 1994، عقب مجزرة الحرم، وأصدرت مؤخرًا قرارًا بسحب إدارته من الأوقاف الإسلامية وتسليمها إلى مجلس مستوطنة كريات أربع.

يمكن القول إن اقتحام الأحد، باعتباره الأكبر من حيث عدد المقتحمين، يمثل نهاية مرحلة انتقالية في تهويد الأقصى، تمهيدًا للاستيلاء عليه بالكامل وتحويله إلى هيكل يهودي خالص. مشاركة وزيرين وثلاثة أعضاء كنيست (الوزيران من حزب "القوة اليهودية"، وأعضاء الكنيست من حزب "الليكود") تثبت حقيقة تغيير الوضع القائم في الأقصى، وأن ذلك يجري بغطاء سياسي رسمي.

ما يحدث في الأقصى هو جزء من المشهد العام في الضفة الغربية، حيث تتصاعد هجمات المستوطنين بشكل يومي. شن المستوطنون هجومًا على بلدة ترمسعيا قرب رام الله، وتصدى لهم الأهالي بعدما أحرقوا جزءًا من ممتلكات عزبة أحد المواطنين، وقطعوا أشجارًا وسياجًا شائكًا، وخطوا شعارات عنصرية تدعو إلى قتل العرب والانتقام منهم. كما أقدم آخرون على تسميم عدد من رؤوس الأغنام في تجمع "شلال العوجا" شمال أريحا، مما أدى إلى نفوقها، في إطار عمليات الضغط والتضييق على التجمعات البدوية لترحيلها.

رصدت "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان" تنفيذ قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين ما يزيد على 1821 اعتداءً خلال تموز الماضي، من بينها 466 اعتداءً على يد المستوطنين تركزت خصوصًا في محافظات رام الله والخليل ونابلس وبيت لحم. وقالت الهيئة إن إرهاب المستوطنين المتصاعد "لم يعد شكلاً معزولاً عن سياق دولة الاحتلال الاستعماري، بل أصبح تعبيرًا حقيقيًا عن سلوك الدولة القائمة بالاحتلال".

أدت هجمات المستوطنين الإرهابية إلى استشهاد أربعة مواطنين في سلواد والمزرعة الشرقية في محافظة رام الله والبيرة، وقرية أم الخير جنوب الخليل، كما تسببت في ترحيل قسري لتجمعَي عرب المليحات في أريحا، ودير علا في بيت لحم، بواقع 50 عائلة فلسطينية تتكون من 267 فردًا، ليرتفع بذلك عدد التجمعات البدوية المرحلة بفعل إرهاب المستوطنين إلى 33 تجمعًا منذ السابع من أكتوبر 2023.

نفذ المستوطنون 232 عملية تخريب وسرقة لممتلكات فلسطينيين، طاولت مساحات شاسعة من الأراضي، وتسببت في اقتلاع وتخريب وتسميم 2844 شجرة، منها 2647 من أشجار الزيتون في محافظات بيت لحم ونابلس وجنين. كما حاولوا إقامة 18 بؤرة استيطانية جديدة منذ مطلع تموز الماضي، غلب عليها الطابع الزراعي والرعوي، في محافظات الخليل وسلفيت وبيت لحم ورام الله وأريحا وطوباس وجنين.

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

مشاركة المقال: