الثلاثاء, 5 أغسطس 2025 10:27 AM

طنجة تنتفض نصرة لغزة: مسيرة حاشدة واعتصام قرب الميناء رفضاً للتطبيع وسط إجراءات أمنية مشددة

طنجة تنتفض نصرة لغزة: مسيرة حاشدة واعتصام قرب الميناء رفضاً للتطبيع وسط إجراءات أمنية مشددة

شهدت مدينة طنجة تحركاً احتجاجياً واسعاً بمشاركة مئات المواطنين استجابة لنداء الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع. انطلقت مسيرة حاشدة جابت شوارع المدينة متجهة نحو ميناء "طنجة المدينة"، تعبيراً عن التنديد بما وصفوه بـ"العدوان المستمر وحرب الإبادة الجماعية" التي يشنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أشهر، واحتجاجاً على رسو سفن أجنبية يشتبه في نقلها أسلحة إلى الكيان الإسرائيلي عبر الميناء.

انطلقت المسيرة من ساحة الأمم، القلب النابض لمدينة طنجة، وسط هتافات حماسية رفعها المتظاهرون تعبيراً عن تضامنهم الكامل مع الشعب الفلسطيني، ورفضهم للصمت الدولي تجاه ما وصفوه بجرائم الإبادة والتجويع والحصار الممنهج. شارك في المسيرة فعاليات جمعوية ومدنية، بالإضافة إلى حضور لافت لأعضاء جماعة العدل والإحسان، الذين شكلوا كتلة بارزة بين المحتجين، مرددين شعارات مناوئة للتطبيع، ومنددة بـ"الصمت الرسمي" و"الخذلان العربي".

في تطور ملحوظ، تحولت الوقفة التي كان مقرراً تنظيمها في ساحة الأمم إلى مسيرة اتجهت نحو ميناء المدينة، في خطوة احتجاجية رمزية لإدانة ما اعتبره المتظاهرون مساهمة غير مباشرة في إبادة الفلسطينيين عبر تسهيل مرور سفن عسكرية أو تجارية يشتبه في ارتباطها بإمداد آلة الحرب الإسرائيلية.

إلا أن السلطات الأمنية تدخلت على مشارف الميناء ومنعت تقدم المسيرة إلى داخل المنطقة المينائية، مما دفع المتظاهرين إلى تنفيذ اعتصام جزئي بالقرب من محيط المرفق البحري، حيث رددوا شعارات تدين الإبادة الجماعية والعدوان على غزة، وتطالب بقطع العلاقات مع الاحتلال، وإنهاء كافة مظاهر التطبيع الثقافي والاقتصادي واللوجستي مع الكيان الإسرائيلي.

وقد أحاطت القوات العمومية بالمكان، وفرضت طوقاً أمنياً مشدداً، دون تسجيل أي احتكاكات بين المتظاهرين وعناصر الأمن، في وقت اتسم فيه السلوك الاحتجاجي بالسلمية والمسؤولية من جانب جميع المشاركين.

في غضون ذلك، جرى تداول أنباء عبر بعض منصات التواصل الاجتماعي عن "اقتحام آلاف المتظاهرين لميناء طنجة"، إلا أن مصادر رسمية سارعت إلى نفي هذه الأخبار، ووصفتها بـ"الشائعات المضللة"، مؤكدة أن المسيرة مرت في أجواء هادئة وتحت السيطرة، وأن تدخل السلطات الأمنية كان وقائياً ومنظماً، بهدف منع التصعيد وحماية المنشآت الاستراتيجية دون المساس بحق التظاهر السلمي.

أكدت المصادر ذاتها أن "الميناء ظل تحت حراسة مشددة، وأنه لم تقع أي محاولة لاقتحامه"، مضيفة أن "الدعوات التي انتشرت على بعض الصفحات للتحريض على اقتحام منشآت حيوية لا تعبر عن الطابع العام للمسيرة التي كانت منظمة وتحت إشراف هيئات مدنية معلنة".

حظيت المسيرة بتفاعل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تم تداول صور ومقاطع فيديو توثق لحظة انطلاق المسيرة وتوجهها صوب الميناء، ورفع المحتجون لافتات كتب عليها "غزة تحت النار… التطبيع عار"، و"لا ميناء للعدوان"، بالإضافة إلى هتافات ترفض "التواطؤ مع الاحتلال" وتدعو إلى دعم صمود الفلسطينيين بكل الوسائل الممكنة.

يأتي هذا التحرك في سياق موجة تضامن واسعة يشهدها الشارع المغربي منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، والتي تتجدد مع كل تطور مأساوي في القطاع، في ظل تزايد الأصوات المطالبة بوقف كل أشكال التطبيع ومحاسبة الكيان الإسرائيلي على جرائمه ضد الإنسانية.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم

مشاركة المقال: