أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) على استمرار وجود فجوات كبيرة في تلبية احتياجات الأسر السورية، وذلك على الرغم من عودة أعداد كبيرة من النازحين إلى مناطقهم الأصلية، والتحسن النسبي في الأوضاع العامة.
وفقًا للتقرير نصف السنوي الذي نشرته اليونيسيف، عاد أكثر من 1.5 مليون نازح داخليًا إلى مناطقهم، مما يبرز الحاجة الملحة لمعالجة الاحتياجات المتزايدة وسد الفجوات في الخدمات الأساسية.
يشير التقرير إلى تسجيل 493 حادثة استخدام للذخائر المتفجرة منذ يناير/كانون الثاني 2025، والتي أسفرت عن مقتل 390 شخصًا وإصابة 536 آخرين، من بينهم 108 أطفال قتلى و205 أطفال مصابين. هذا يؤكد على ضرورة تعزيز تدابير الحماية التي تركز على الأطفال وزيادة التوعية بمخاطر الألغام والمتفجرات.
أفادت اليونيسيف بأن 4.5 مليون شخص، من بينهم 2.6 مليون طفل، حصلوا على الخدمات الأساسية خلال النصف الأول من العام الحالي. ويعيش ما يقرب من 99% من هؤلاء في مناطق تعاني من مستويات شديدة أو عالية من الاحتياجات الإنسانية.
في سياق آخر، أشار التقرير إلى أن 61,066 طالبًا وطالبة من الصفين التاسع والثاني عشر خضعوا للامتحانات الوطنية في مجتمعاتهم المحلية في الحسكة ودير الزور والرقة لأول مرة منذ عقد من الزمان، مما ساهم في تخفيف الأعباء المالية وتقليل المخاطر المرتبطة بالسفر لمسافات طويلة.
على صعيد التغذية، كشف التقرير عن وجود فجوة كبيرة في التغذية يعاني منها الأطفال في سوريا، خاصة فيما يتعلق بالرضاعة الطبيعية. وأشار إلى أن 60% من الأطفال في سوريا لا يحصلون على الفوائد الصحية الكاملة التي توفرها الرضاعة الطبيعية، وذلك بالتزامن مع أسبوع الرضاعة الطبيعية العالمي.
أوضحت المنظمة أن أربعة من كل عشرة أطفال في سوريا يرضعون طبيعيًا خلال الأشهر الستة الأولى من حياتهم، وهي فترة حاسمة لنموهم وتطورهم. بينما يستمر 35% فقط من الأطفال في الرضاعة حتى سن السنتين، وهو السن الموصى به.
يعاني ربع أطفال سوريا دون سن الخامسة من سوء التغذية المزمن، ويعاني ما يقرب من 6% من الهزال، مما يعرضهم لخطر الموت الفوري إذا لم يتلقوا العلاج المناسب. وتساعد الرضاعة الطبيعية في الوقاية من هاتين الحالتين.
إضافة إلى ذلك، تفاقمت معاناة الأطفال في الجنوب السوري، حيث قُتل ما لا يقل عن 814 سورياً، بينهم 34 امرأة و20 طفلاً، وأصيب ما يزيد عن 903 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة في محافظة السويداء، خلال الفترة الممتدة من 13 تموز وحتى نهاية الشهر، نتيجة للاشتباكات التي شهدتها المحافظة وأدت إلى نزوح مئات العائلات.