أعلن محافظ حلب، عزام الغريب، عن لقائه بالرئيس السوري أحمد الشرع في دمشق، حيث حمّله رسالة خاصة لأهالي المدينة.
سناك سوري _ حلب
ذكر الغريب أن اللقاء كان فرصة لعرض صورة كاملة عن المحافظة، بما في ذلك الفرص والتحديات والطموحات. وأضاف أن الشرع أكد في رسالته أن حلب ستبقى العمق التاريخي والثوري والاقتصادي لسوريا، وأنه ملتزم بتقديم الدعم اللازم للنهوض بالمحافظة.
وأشار المحافظ إلى تلقيه وعودًا في مجالات متعددة كالصناعة والنقل والزراعة والرياضة والمشافي والاستثمار والخدمات، مؤكدًا التزامه ببذل الجهود لجعل حلب درع سوريا ومنارتها الاقتصادية.
ما هو واقع حلب؟
يواجه الغريب مهمة صعبة في ظل التحديات الخدمية التي تعاني منها المحافظة. فبالرغم من الوعود بزيادة ساعات الكهرباء في سوريا بعد بدء ضخ الغاز من أذربيجان عبر تركيا واعتماد محطة حلب الحرارية كأول مستقبل للغاز، إلا أن المدينة لا تزال تعاني من نقص في الكهرباء، حيث لا تتجاوز ساعات الوصل 6 ساعات يوميًا. كما أن مناطق واسعة من أحياء حلب الشرقية لا تزال خارج نطاق الكهرباء النظامية بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية خلال الحرب، ويعتمد السكان على الأمبيرات التي تكلفهم مبالغ باهظة تصل إلى 55 ألف ليرة أسبوعيًا للأمبير الواحد.
أما بالنسبة للمياه، فالوضع ليس أفضل حالًا، حيث تتكرر معاناة الأهالي خلال فصل الصيف، ويبلغ معدل انقطاع المياه 8 أيام مقابل يوم ونصف وصل، مع ارتفاع أسعار الصهاريج.
وقد عانى أهالي حلب من انقطاعات طويلة في المياه خلال الأشهر الماضية بسبب المواجهات بين قسد وفصائل الجيش الوطني في محيط سد تشرين، الأمر الذي يتخوف الأهالي من تكراره بعد المناوشات والقصف المتبادل بين قسد والجيش السوري على محور عون الدادات شرق حلب، والحديث عن وصول تعزيزات إلى محيط سد تشرين الذي يعتبر المورد الأساسي للمياه إلى المدينة.
من جانب آخر، شهد الأسبوع الماضي ومطلع الأسبوع الحالي انقطاعات متكررة وطويلة للإنترنت الأرضي، وضعف شديد في الإنترنت عبر شبكات الموبايل، دون توضيح سبب هذه الانقطاعات التي طالت مدينة حلب فقط دون غيرها من المحافظات. وخلال الأشهر الأولى من العام الجاري، عانى سكان حلب من انقطاع الإنترنت عن أحياء كاملة لفترات طويلة جراء تعرض كابلات الإنترنت للسرقات الممنهجة.
الواقع الأمني في حلب
أمنيًا، وعلى الرغم من تراجع معدلات الجرائم التي كانت تقع بشكل شبه يومي في مدينة حلب خلال الأشهر الماضية، لا سيما جرائم القتل التي كانت تقع تحت عنوان استهداف شبيحة النظام السابق، دون الوصول إلى مرتكبيها، فإن الواقع الأمني لم يصل إلى مستوىً آمن بعد. حيث شهدت المدينة يوم الخميس الماضي هجوم مسلحين على منزل في حي كرم الميسّر وإطلاق النار على سكانه ما أودى بحياة مواطن يدعى أبو حسن دباغ وإصابة الشاب محمود كرمو البكار بجروح نقل إثرها إلى المشفى، وتداولت صفحات محلية صوراً لمواطن من الحي قال أن منفذي الهجوم كانوا عناصر من شبيحة النظام السابق. كما خسر الشاب محمد نور طرطور حياته إثر رصاصة خرجت أثناء مشاجرة في حي الخالدية بحلب يوم السبت الماضي، ما دفع أهالي الحي في اليوم التالي للخروج بمظاهرة طالبوا فيها بنزع السلاح العشوائي ومحاسبة المجرمين وإعادة الأمن للشوارع.
تفعيل المخالفات المرورية
بينما شهدت شوارع حلب خلال الأشهر الماضية فوضى مرورية واسعة أدت للعديد من حوادث السير، واختناقات مرورية غير مسبوقة وانتشار كبير للمخالفات بالتزامن مع قلة أعداد شرطة المرور، فقد أعلنت محافظة حلب إطلاق حملة ميدانية لضبط المخالفات المرورية مع زيادة أعداد عناصر شرطة المرور المنتشرين في المدينة. وكشفت عن نتائج حملتها خلال الأيام العشرة الماضية، حيث قامت بحجز 773 دراجة نارية، و1169 سيارة و87 ميكروباص لعدم وصولهم لنهاية الخط، و107 ميكروباصات لتغيير خط سير المركبة، و102 ميكروباص لتطبيق ركاب خارج المركز، مع تنظيم أكثر من 2238 ضبط مخالفة متنوعة.
في المقابل ورغم الواقع الصعب، فقد انطلقت عدة مبادرات محلية من فرق ومنظمات المجتمع المدني في حلب بهدف المساهمة في تحسين الواقع الخدمي، مثل حملات تنظيف الشوارع وإضاءتها ليلاً، ورفع الأنقاض في بعض الأحياء، وذلك بالتعاون والتشاركية مع محافظة حلب.