تصنف رواية "الطوشة.. قصة ماري وعائشة" للدكتور نزار أباظة، الصادرة عن دار الفكر، ضمن الأدب التاريخي الذي يسعى لتأكيد أهمية الوحدة الوطنية والتكاتف بين السوريين، وحماية المجتمع من الفتن. تتناول الرواية، التي تقع في 276 صفحة من القطع المتوسط، قضايا العدالة والكرامة الإنسانية بأسلوب أدبي مؤثر.
تدور أحداث الرواية حول قصة حب تنشأ بين شاب يدعى سعيد وفتاة اسمها ماري، ينتميان إلى ديانتين مختلفتين، في حيي القيمرية والعازرية بدمشق، وذلك على خلفية أحداث عام 1860 التي شهدتها لبنان ودمشق. تسلط الرواية الضوء على التنوع والتآلف في المجتمع الدمشقي من خلال استعراض الطقوس الدينية، والتقاليد المتوارثة، والحرف اليدوية، والتجارة القديمة، مما يبرز وحدة النسيج الاجتماعي والتسامح والاحترام المتبادل بين المسلمين والمسيحيين.
يصور المؤلف ببراعة كيف تحول المجتمع الدمشقي الهادئ إلى بيئة مشحونة بالكراهية وانعدام الأمن، نتيجة لتدخل جهات خارجية سعت إلى التحريض وإثارة الفتنة، مما أدى إلى زعزعة الاقتصاد.
تؤكد الرواية، من خلال شخصياتها المتنوعة التي تجسد الكرامة والعادات والتقاليد والفقر والكبرياء، على أن الحكمة هي السلاح الأمثل لمواجهة الظلم، وتدعو إلى الحفاظ على الوحدة والتروي وعدم الانجرار وراء الفتن. كما تحث على الابتعاد عن ثقافة الانتقام، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها سوريا اليوم.
يذكر أن الدكتور نزار أباظة، مواليد عام 1946، هو روائي وباحث حاصل على إجازتين في اللغتين العربية والفرنسية من جامعة دمشق، ودكتوراه في اللغة العربية من أكاديمية العلوم الوطنية الأذربيجانية. عمل مستشاراً ومديراً لإدارة النشر في دار الفكر، وله مؤلفات عديدة منها سلسلتا "نحن والعربية" و"رسول الإنسانية"، وسبع روايات مثل "مقهى بلا رواد" و"القادمون من الآفاق"، إضافة إلى خمس مجموعات قصصية منها "عينان" و"فوهة بندقية".