الإثنين, 4 أغسطس 2025 07:26 PM

يوم اللغة العربية: هل يعيق اهتمامنا بالتغيير دعمنا لسورية وفلسطين؟

يوم اللغة العربية: هل يعيق اهتمامنا بالتغيير دعمنا لسورية وفلسطين؟

يكتب أ.د. جورج جبور، صاحب فكرة يوم اللغة العربية وموعده الأمثل "اقرأ"، صباح الاثنين الموافق الرابع من آب 2025، مع علمِه بأنّ يوم بدء نزول الوحي ليس موضع اتفاق، لكنّه اختار التاريخ الأرجح وهو 15 آب.

تفصلنا أيام قليلة عن يوم الجمعة 15 آب، حيث يتصاعد التأييد لفكرة التغيير إلى 15 آب، ويتضاءل عدد الذين لا يودون التعبير عن رأيهم. من المتوقع أن تنطلق من سورية أولى خطوات التغيير بطلب رسمي سوري. فمن سورية انطلقت الفكرة، ومن سورية كانت مناشدة إلى أمين عام جامعة الدول العربية في آذار 2006، وهي المناشدة التي أقنعت المملكة العربية السعودية بالتوجه إلى اليونسكو بالدعمين الدبلوماسي، حيث عينت مندوبًا نشطًا لها لدى اليونسكو، والمالي، حيث دعمت لدى إدارة اليونسكو برنامج الترجمة إلى العربية بملايين الدولارات. وهي في كل ذلك موضع شكر عميق. ثم إن من فعالية لاتحاد الكتاب العرب في سورية كانت مناشدة موجهة إلى القمة العربية عام 2008 لكي تعلن 15 آب يومًا للغة العربية. كان ذلك قبل تيقظ اليونسكو إلى تعبير "اليوم العالمي" الذي ولد في باريس أو في نيويورك عام 2010.

هو "تيقظ دولي" إلى تعبير العالمية، لأن الدعوة إلى اعتماد "اقرأ" إنما تتضمن عالمية ثابتة بالبداهة. يمكن القول إنه من شبه الثابت أن ثمة في الغرب من أحب "تطويق" عالمية "اقرأ" بعالمية الأمم المتحدة، فابتكر ليوم العربية موعدًا يحرمها من الموعد الثابت تاريخيًا، البدهي إلى أبعد الحدود، وهو يوم بدء النزول. من سورية إذن ينبغي أن تكون الخطوة الأولى للتغيير.

لكن سورية، هكذا يقال، لا وقت لديها تنفقه في متابعة أمر ثقافي. وقتها منشغل بضبط الأمن، أمن الداخل وأمن الحدود الدولية. وقتها منشغل بتحريك الاقتصاد، وبإرساء أسس "العدالة الانتقالية". ولي في هذا التعبير رأي خلاصته أن إقحام تعبير "العدالة" في ما تم التعارف عليه على أنه إجراءات "العدالة الانتقالية" ظلم لتعبير العدالة. العدالة أسمى مما يتخذ باسمها من إجراءات. التعبير الأفضل هو "إجراءات الانتقال المتزن". وليس هنا مكان للتوسع.

أعود إلى اهتمامات تشغل سورية عن يوم اللغة فأقول: لا يتطلب الأمر من الوقت ما يشغل مسؤولينا عن اهتمامات راهنة حيوية. يتطلب مذكرة من بضعة أسطر إلى اليونسكو تعلمها أن سورية، أم فكرة اليوم، ترى اعتماد تاريخ بدء النزول. هي مذكرة كان على العهد البائد أن يوجهها في آذار 2006 كما طالبته. لم يقم بما هو حق، فباد. هل تشغلنا مذكرة الأسطر القليلة عن ضبط أمن الداخل وأمن الحدود؟

هل تشغل الدول العربية عن معالجة مأساة تجويع أطفال غزة؟ خطوة سورية المأمولة ليست لتحويل الاهتمام من الهم الإنساني والعربي الأكبر وهو قضية فلسطين، بل هي دعم للنضال العادل. وستوافق الدول العربية على الخطوة السورية، ستوافق بحماسة. لذلك علينا ألا نتهاون في محاولة فرض الموعد الأمثل ليوم لغتنا، وهذا يتكامل مع دور الجندي الذي يؤتمن على أمن الوطن وحقوق الفلسطينيين. ومجددًا أتساءل: هل يصح أن تمر الذكرى الأولى لبدء نزول الوحي، بعد انتصار الثورة، دون أن نحاول تصحيح مسار فكرة سورية نبيلة لم يتعامل معها العهد البائد بالنبل المستحق؟

دمشق. صباح الاثنين 4 آب 2025 (موقع اخبار سوريا الوطن-1)

مشاركة المقال: