الإثنين, 4 أغسطس 2025 08:18 PM

غزة: صدمة وغضب بعد نشر فيديوهات لأسرى إسرائيليين.. نتنياهو وماكرون يدينان "قسوة حماس"

غزة: صدمة وغضب بعد نشر فيديوهات لأسرى إسرائيليين.. نتنياهو وماكرون يدينان "قسوة حماس"

أثارت مقاطع فيديو مصورة من غزة تظهر رهائن إسرائيليين في حالة ضعف شديد، صدمة واسعة في إسرائيل وتنديدًا من الاتحاد الأوروبي، الذي طالب بالإفراج الفوري عن جميع الرهائن المتبقين في القطاع. يأتي ذلك في الوقت الذي استشهد فيه 19 فلسطينياً بنيران القوات الإسرائيلية يوم الأحد.

أظهرت ثلاثة مقاطع فيديو نشرتها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، الرهينتين روم براسلافسكي وإفياتار دافيد، وهما يبدوان نحيلين ومتعبين، مما أثار غضبًا في الشارع الإسرائيلي وزاد من الدعوات إلى ضرورة التوصل لاتفاق سريع للإفراج عن الرهائن.

بينما كان الهدف من نشر الفيديوهات هو تسليط الضوء على الوضع الإنساني المتدهور في غزة، والذي وصفته الأمم المتحدة بأنه مهدد بـ "مجاعة معممة"، واجهت الفصائل الفلسطينية موجة من الاتهامات والانتقادات.

تجمع عشرات الآلاف من الأشخاص مساء السبت في تل أبيب للمطالبة بإطلاق سراح الرهائن ودعم عائلاتهم.

أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان رسمي عن "صدمة عميقة" إزاء المشاهد الأخيرة للرهينتين.

واتهم نتانياهو حركة حماس بأنها "تجوع عمدًا سكان قطاع غزة، وتمنعهم من تلقي المساعدات"، ودعا المجتمع الدولي إلى إدانة ما وصفها بـ "الانتهاكات الإجرامية النازية التي ترتكبها منظمة حماس الإرهابية".

كما عبّر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ووزير الخارجية جدعون ساعر عن الموقف ذاته، وأعلن الأخير عن دعوة لعقد جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي بشأن قضية الرهائن.

من جانبها، نددت مسؤولة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس الأحد بـ "الصور المروعة للرهينتين الإسرائيليين"، مطالبة بالإفراج "الفوري" عن جميع الرهائن المحتجزين في غزة.

وأضافت كالاس: "على حماس إلقاء السلاح وإنهاء حكمها لغزة... وفي الوقت ذاته، يتعين السماح بوصول المساعدات الإنسانية على نطاق واسع للمحتاجين إليها في القطاع الفلسطيني".

من جهته، دعا وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير إلى احتلال "كامل" لغزة وإعلان السيادة الإسرائيلية على القطاع ردًا على الفيديوهات.

وقال بن غفير، الذي وصل باحات المسجد الأقصى في ذكرى خراب الهيكل حسب التقويم العبري: "يجب أن نوجه رسالة واضحة: يجب احتلال كامل قطاع غزة، وإعلان السيادة الإسرائيلية على كامل القطاع".

والمسجد الأقصى هو في صلب النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. ويعتقد اليهود أنه بُني على أنقاض هيكلهم الثاني الذي دمّره الرومان في عام 70 ميلادي، ويطلقون على الموقع اسم "جبل الهيكل" ويعتبرونه أقدس أماكنهم الدينية.

وبموجب الوضع القائم بعد احتلال إسرائيل للقدس الشرقية وإعلان ضمها في 1967، يمكن لغير المسلمين زيارة المسجد الأقصى في أوقات محددة بدون الصلاة فيه، وهي قاعدة يعمل اليهود المتشددون على خرقها.

دان الأردن، الذي يشرف على المقدسات الإسلامية في القدس، في بيان صدر عن وزارة الخارجية "اقتحام" بن غفير للمسجد الأقصى، ورأى أنه يمثل "خرقًا فاضحًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واستفزازًا غير مقبول وتصعيدًا مدانًا".

كرست الصحف الإسرائيلية صفحاتها الأولى الأحد لتسليط الضوء على وضع الرهائن، إذ وصفت صحيفة معاريف الوضع بـ "الجحيم في غزة"، فيما أرفقت يديعوت أحرونوت صورة لإفياتار دافيد مع تعليق "هزيل، نحيل، ويائس".

وكتبت صحيفة إسرائيل اليوم اليمينية أن "قسوة حماس لا حدود لها"، بينما قالت صحيفة هآرتس اليسارية إن "نتانياهو لا يستعجل" في إنقاذ الرهائن.

يُعد بريسلافسكي ودافيد من بين 49 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة منذ هجوم حماس عام 2023. ويقول الجيش الإسرائيلي إن 27 من هؤلاء لقوا حتفهم.

تم إطلاق سراح معظم الرهائن الـ 251 الذين خطفوا في الهجوم، خلال هُدنتين قصيرتين في الحرب، بعضهم مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين لدى إسرائيل.

في الأثناء، استشهد 19 فلسطينياً على الأقل بنيران الجيش الإسرائيلي في القطاع الأحد، بينهم 14 قتلوا قرب مراكز لتوزيع المساعدات، على ما أعلن الدفاع المدني في غزة.

وأوضح الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل بأن القتلى الخمسة البقية بينهم أحد العاملين في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والذي لقي حتفه في غارة على مبنى في مدينة الأمل التابعة للجمعية في خان يونس.

أسفر هجوم حماس على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر عن مقتل 1219 شخصًا، معظمهم من المدنيين، وفقا لحصيلة مستندة إلى أرقام رسمية.

وردّت إسرائيل بحرب مدمرة وعمليات عسكرية لا تزال متواصلة في قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 60430 فلسطينيا معظمهم من المدنيين، وفق أرقام وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

وفرضت إسرائيل قيودا مشددة على دخول المساعدات إلى غزة التي بقيت تحت الحصار 15 عاما قبل اندلاع الحرب.

وتفيد وكالات تابعة للأمم المتحدة وهيئات إغاثية ومحللون بأن معظم المساعدات الغذائية التي تسمح إسرائيل بدخولها يتم نهبها من قبل عصابات أو الاستيلاء عليها بطرق أخرى وسط الفوضى، دون أن تصل إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها.

ليل السبت-الأحد، دوت صفارات الإنذار في بلدات إسرائيلية في غلاف غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إن "قذيفة أُطلقت من جنوب قطاع غزة يُرجح أنه تم اعتراضها".

وندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد بـ "قسوة مطلقة ووحشية بلا حدود" بعد نشر حركتي حماس والجهاد الإسلامي مقاطع فيديو لاثنين من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، بدا عليهما فيها الوهن والهزال.

وأورد ماكرون عبر منصة إكس "قسوة مطلقة ووحشية بلا حدود: هذا ما تجسّده حماس. الصور التي لا يمكن احتمالها… وتظهر الرهينتين الإسرائيليين في غزة، تذكّرنا بذلك برعب"، مشددا على أن "الأولوية المطلقة والضرورية بالنسبة إلى فرنسا هي الإفراج الفوري عن كل الرهائن".

مشاركة المقال: