تتواصل الهجمات التي تستهدف عناصر "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في ريف دير الزور الشرقي بسوريا، وذلك في ظل تصاعد التوترات الأمنية التي تشهدها المنطقة. وقد شهد ريف دير الزور خلال شهر تموز الحالي تصعيدًا ملحوظًا في الأحداث الأمنية وعمليات تنظيم "الدولة الإسلامية" ضد "قسد".
في أحدث هذه الهجمات، أُصيب عنصر من "قسد" يوم الاثنين 28 تموز، إثر استهدافه برصاص مسلحين مجهولين في ريف دير الزور. وذكر مصدر عسكري من "قسد" (طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول بالتصريح لوسائل الإعلام) لمراسل عنب بلدي، أن العنصر في "قسد"، محمد المحيسن، تعرض للاستهداف من قبل مسلحين مجهولين كانا يستقلان دراجة نارية.
وقع الهجوم بواسطة سلاح رشاش على الطريق العام في بلدة الزغير غربي دير الزور، وتمكن العنصر من الفرار، إلا أنه أصيب بطلق ناري، بينما لاذ المهاجمان بالفرار. وأشار مراسل عنب بلدي في دير الزور إلى أن استهداف النقاط العسكرية والاعتقالات في دير الزور يأتي في سياق التوترات الأمنية التي تشهدها المنطقة.
وأفادت مصادر محلية في دير الزور باستهداف نقطة عسكرية تابعة لـ"قسد" في بلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي، يوم الاثنين، حيث سُمع دوي انفجارات قوية في محيط الموقع، دون ورود تفاصيل حول الجهة المنفذة أو حجم الخسائر البشرية. وفي المقابل، شنت "قسد" يوم الاثنين 28 تموز، حملة مداهمات واسعة النطاق في بلدة الشحيل شرقي دير الزور، أسفرت عن اعتقال أربعة أشخاص على الأقل، بحسب مراسل عنب بلدي في دير الزور. ولم تكشف "قسد" عن أسباب هذه الاعتقالات أو التهم الموجهة للمعتقلين.
كما شن مسلحون مجهولون، الأحد 27 تموز، هجومًا على دوريات ومقار وعناصر "قسد" في ريف دير الزور الشرقي، أعقبه هجوم آخر بالأسلحة الرشاشة نفذه مسلحان يستقلان دراجة نارية استهدفا مقرًا عسكريًا لـ"قسد" في بلدة رويشد شمالي دير الزور، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات دون تسجيل ضحايا أو إصابات.
عمليات للتنظيم
في 25 تموز، أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) مقتل أحد عناصرها، وإصابة آخر، بهجوم لتنظيم "الدولة الإسلامية" في ريف دير الزور. وقالت "قسد" في "بيان" نشرته حينها، إن خلية تابعة لتنظيم "الدولة" استهدفت سيارة عسكرية تابعة لقواتها في قرية الزر بمنطقة البصيرة في الريف الشرقي لدير الزور.
وكانت الخلية تتحصن في أحد الأماكن بالمنطقة، ودارت اشتباكات بين أعضائها وعناصر "قسد"، إذ تمكنت الخلية من الفرار، وبدأت عمليات البحث عن عناصرها وتمشيط المنطقة. وذكرت أنه في حادث منفصل، أقدمت خلية أخرى تابعة للتنظيم، في اليوم نفسه، على استهداف نقطة عسكرية تابعة لـ"قسد" في بلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي، إذ أوقعت بينهم إصابات، ولكن لم تتم معرفة عناصر الخلية أيضًا، كونهم لاذوا بالفرار، ولم يسجل الاستهداف أي إصابات أو خسائر في صفوف قوات "قسد".
كما استهدفت خلية ثالثة تعود للتنظيم حاجزًا تابعًا لـ"قسد" بين بلدتي الشحيل والبصيرة، في اليوم نفسه أيضًا. واعتبرت "قسد" أن التنظيم يستغل حالة الفوضى السائدة في سوريا لتنظيم صفوفه، وإعادة نشاطه "الإرهابي"، عبر شن العمليات ضد قواتها والمدنيين والبنى الخدمية. وأكدت "قسد" أن قواتها تواصل عملياتها الأمنية والعسكرية، وعلى أكثر من جهة، ولن تدع التنظيم ينفذ مشاريعه "التدميرية، والشريرة" في مناطقها، وفق تعبيرها.
مراسل عنب بلدي في دير الزور أفاد أن مجهولين استهدفوا نقطة لـ"قسد" في قرية الزر، ما أدى إلى مقتل عنصر من قوات "قسد"، بالإضافة إلى استهداف الحاجز الفاصل بين بلدتي الشحيل والحوايج بالريف الشرقي دون وقوع إصابات.