الإثنين, 4 أغسطس 2025 10:06 PM

تفسيرات متباينة تعرقل اتفاق دمشق و"قسد": "الإدارة الذاتية" تكشف تفاصيل المفاوضات

تفسيرات متباينة تعرقل اتفاق دمشق و"قسد": "الإدارة الذاتية" تكشف تفاصيل المفاوضات

أوضحت إلهام أحمد، الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في "الإدارة الذاتية"، أن الحوار الجاري بين دمشق و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) لا يرقى إلى مستوى المفاوضات الرسمية، بل هو "نوع من التفاهمات لمعالجة الأزمة السورية".

وفي مقابلة مع شبكة "رووداو" الإعلامية، كشفت أحمد عن وجود وسطاء يشرفون على هذه التفاهمات، مؤكدة أن هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها أمريكا، بينما فرنسا تشارك دائمًا، وبريطانيا بشكل غير مباشر. وأضافت أن حكومة دمشق و"قسد" فقط جلستا معًا وناقشتا بعض النقاط الرئيسة التي يتم العمل على تحقيقها كحلول.

وأشارت إلى أن القيادة الحالية يجب أن تستوعب جميع المكونات والطوائف في المجتمع السوري المتنوع لبناء سوريا جديدة. وعزت عدم تطبيق الاندماج بين دمشق و"قسد" إلى اختلاف تفسير كل طرف للاتفاق الذي تم التوصل إليه في 10 آذار، حيث ترى "قسد" أن الاندماج يجب أن يكون "ذا طابع مزدوج"، أي اعتراف متبادل بين الطرفين.

كما أشارت إلى أن حكومة دمشق الحالية هي إدارة مؤقتة لم تنتخب من قبل الشعب السوري، وأنها اتخذت خطوات بمفردها، مثل إصدار الإعلان الدستوري وتأسيس الحكومة المؤقتة وتشكيل مجلس الشعب، دون التشاور مع المكون الكردي أو باقي الشعب السوري.

وفيما يتعلق بمستقبل "قسد"، أوضحت أحمد أن اتفاق 10 آذار ينص على اندماجها ضمن الجيش السوري، ولكن الآلية ستحدد عبر الحوار. وأكدت أنه لن يتم تسليم المقاتلين أو تفكيك "قسد" ببساطة، بل المطلوب هو اعتراف متبادل وتأسيس جيش جديد يضمن الأمن المشترك، مشددة على أن "قسد" لا ترفض أن تكون جزءًا من الجيش السوري، ولكن ضمن إطار شراكة متكافئة ووفق أسس جديدة.

بناء سوريا لامركزية

نفت أحمد بشدة أن تكون "الإدارة الذاتية" تسعى لتقسيم سوريا، معتبرة أن الرغبة بالانفصال تنبع من ممارسات المركز إن لم يحترم إرادة الأطراف الأخرى. وأوضحت أن "المشروع السياسي" الذي تسعى إليه "الإدارة الذاتية" يتمثل في بناء سوريا لامركزية، حيث تُمنح صلاحيات للمناطق المختلفة لإدارة شؤونها المحلية، فيما تحتفظ الدولة المركزية بالسيادة العامة.

وحول موقف "الإدارة الذاتية" من مؤسسات الدولة المركزية، أكدت أحمد أن المطارات وجوازات السفر والهويات هي ملفات سيادية يجب أن تُدار مركزيًا، في حين أن الخدمات والتعليم والثقافة والأمن الداخلي يجب أن تُدار لامركزيًا.

وأكدت أن "قسد" ليس لديها نية السيطرة على مطار القامشلي، وتعلم أنه سيادي ومرتبط بالحكومة المركزية، وأن هناك حاجة للحوار من أجل ذلك.

قناة تفاوض مع تركيا

أكدت أحمد وجود "قناة مفتوحة للتفاوض المباشر مع تركيا" لتخفيف التوتر ومنع التصعيد العسكري، لكنها امتنعت عن الكشف عن تفاصيل اللقاءات أو الجهات التركية التي تم التفاوض معها.

ورفضت فكرة إلقاء السلاح من حزب "العمال"، مؤكدة أن نزع السلاح بالنسبة لـ"قسد" ليس ضمن أجنداتها على الإطلاق، وأن الوضع في سوريا فوضوي جدًا، وأن طلب نزع السلاح من "قسد" في هذا الوقت يعني التخلي عنها للموت.

وفيما يخص "الوفد الكردي" الذي تم تشكيله عقب مؤتمر الوحدة الكردية، قالت أحمد إن الوفد جاهز تمامًا، لكن دمشق لم تبدِ استعدادًا لاستقباله بعد، مشيرة إلى أن الوفد الكردي يحمل معه مطالب محددة تتعلق بالحقوق الدستورية للكرد في سوريا المستقبل.

لا خلاف مع أمريكا

أكد سيهانوك ديبو، ممثل "الإدارة الذاتية" في الخارج، أن الأسباب التي أدت إلى تأسيس "قسد" ما زالت موجودة، وأن دمج "قسد" يجب أن يتم بشكل متدرج. وشدد على أنه لا خلاف مع الإدارة الأمريكية، وأنه يوجد تجاوب وتنسيق وانسجام كامل بين "قسد" وواشنطن. وكشف أن "قسد" ستتعامل بإيجابية مع انتخابات مجلس الشعب السوري، إذا كان هناك توافق.

لا تقدم في الاتفاق

أكد قتيبة إدلبي، مدير إدارة الشؤون الأمريكية في وزارة الخارجية والمغتربين، عدم وجود أي تقدم في تنفيذ اتفاق 10 آذار بين الحكومة السورية و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، مشيرًا إلى أن المشكلة تكمن في غياب رؤية موحدة ضمن قيادة "قسد". وأضاف أن باريس مستعدة للضغط على "قسد" للوصول إلى الحل الذي يريده السوريون، وأن المطلوب الآن هو أن تأتي "قسد" إلى الطاولة، من خلال جهود الوساطة الفرنسية والأمريكية.

وشهدت باريس اجتماعًا ضم وزير الخارجية والمغتربين، أسعد الشيباني، ووزير الخارجية الفرنسي، جان نويل باروت، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس براك، وتم الاتفاق على عقد جولة من المشاورات بين الحكومة السورية و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في باريس بأقرب وقت ممكن، لاستكمال تنفيذ اتفاق 10 من آذار.

مشاركة المقال: