الأحد, 27 يوليو 2025 09:20 AM

هل يغيّر مقتل المدنيين الفلسطينيين استراتيجية ترامب تجاه حماس وإسرائيل؟

هل يغيّر مقتل المدنيين الفلسطينيين استراتيجية ترامب تجاه حماس وإسرائيل؟

صرّح ترامب للصحفيين عقب وصوله إلى إسكتلندا يوم الجمعة قائلاً: "ما يحدث مع حماس مريع، إنهم يماطلون الجميع، وسنرى ما سيحدث".

وفي سياق متصل، أفاد موقع "إكسيوس" نقلاً عن شخصين حضرا اجتماعاً لوزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مع عائلات الأسرى، بأن روبيو أعرب عن غضبه بعد انهيار جولة جديدة من محادثات غزة، مؤكداً على "أننا بحاجة إلى إعادة تفكير جدي".

وكان ترامب قد تعهد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب وإعادة الأسرى إلى ديارهم. إلا أنه مع استمرار الحرب وتداول صور الفلسطينيين الذين يعانون الجوع، بدأت تظهر انقسامات داخل قاعدة "ماغا" بشأن دعمه لاستراتيجية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقد يشكل انهيار محادثات وقف إطلاق النار، بعد رفض "حماس" للشروط الأخيرة وانسحاب المفاوضين الإسرائيليين، نقطة تحول في سياسة الإدارة الأميركية. إذ أشار ترامب يوم الجمعة إلى أن الوقت قد حان لإسرائيل لتصعيد الحرب من أجل "التخلص" من "حماس" و"إنهاء المهمة".

وبحسب "إكسيوس"، لم يتضح للمسؤولين الإسرائيليين ما إذا كان ذلك مجرد مناورة تفاوضية أم تغييراً حقيقياً في موقف ترامب، أي "ضوء أخضر" لنتنياهو لاتخاذ إجراءات عسكرية أكثر تطرفاً. وكرر ترامب للصحفيين بعد هبوطه في اسكتلندا: "ما حدث مع حماس فظيع. إنهم يماطلون الجميع. سنرى ماذا سيحدث. وسنرى ما سيكون رد إسرائيل. لكن يبدو أن الوقت قد حان".

وخلال اجتماعه مع عائلات الأسرى في وزارة الخارجية، أكد روبيو على حاجة الإدارة إلى "إعادة التفكير" في استراتيجيتها في غزة و"تقديم خيارات جديدة للرئيس"، وفقاً للحضور.

وعلى الرغم من تصريحات مسؤولي البيت الأبيض بأن ترامب متأثر بمقتل المدنيين الفلسطينيين ويرغب في إنهاء الحرب، إلا أنه لم يمارس ضغطاً يذكر على نتنياهو لوقفها خلال الأشهر الأخيرة، بحسب مسؤولين إسرائيليين.

وقال مسؤول إسرائيلي: "في معظم المكالمات والاجتماعات، قال ترامب لبيبي: افعل ما عليك فعله في غزة. بل في بعض الأحيان شجعه على أن يكون أكثر صرامة مع حماس".

كما زود ترامب إسرائيل بقنابل تزن 2000 رطل لم يكن بايدن مستعداً لإرسالها، إلى جانب أسلحة إضافية كثيرة، وأوقف أي انتقاد علني لقتل المدنيين الفلسطينيين. إلا أن نتائج العمليات العسكرية الإسرائيلية خلال الأشهر الستة الماضية لم تختلف كثيراً، حيث دمرت القوات الإسرائيلية أجزاء واسعة من غزة وقتلت آلاف الفلسطينيين، دون أن تنجح في القضاء على "حماس".

وقد لعب ترامب ومبعوثه ستيف دوراً كبيراً في التوصل إلى وقف إطلاق النار واتفاق أسرى في كانون الثاني/يناير، قبل أيام من تنصيب ترامب، لكنهما سمحا لنتنياهو بانتهاك الاتفاق من خلال عدم التفاوض بجدية على مرحلته التالية. واستأنفت إسرائيل الحرب من طرف واحد في آذار/مارس.

وأشار روبيو خلال اجتماع الجمعة إلى أنه لا هو ولا ترامب كانا راضيين عن نموذج الاتفاق التدريجي الذي اعتمدته إدارة جو بايدن، والذي تضمن هدنات قصيرة مقابل إطلاق بعض الأسرى. وأوضح أن هذا النهج لا يمكن أن يستمر على المدى الطويل، لكنه أقر بأن ترامب اضطر لقبوله في كانون الثاني/يناير.

كما لمح روبيو إلى ضرورة اعتماد مقاربة أكثر شمولاً لإنهاء الحرب وتحرير جميع الأسرى الباقين، بحسب المصادر.

وتقف إسرائيل والولايات المتحدة معاً على جزيرة دبلوماسية، حيث ينظر إليهما كثير من الحلفاء على أنهما مسؤولتان مسؤولية مشتركة عن الوضع الكارثي الحالي. وبينما يقر بعض المسؤولين في إدارة ترامب، بشكل غير علني، بأن استراتيجيتهم لم تنجح، إلا أنهم لم يقرروا بعد ما إن كانوا سيغيرونها أو كيف.

عن الأسرى… في الموازاة، كشف مصدر في جهاز الأمن الداخلي التابع لـ"حماس" عن أنّهم يقدّرون أن إسرائيل قد تحاول تنفيذ عمليات إنقاذ للأسرى، وبالتالي فقد رفعوا مستوى التأهب لجميع وحدات المسلّحين الذين يحتجزونهم، بما في ذلك توجيهات بقتلهم على الفور.

مشاركة المقال: