السبت, 26 يوليو 2025 04:15 AM

فيلم "صوت هند رجب" يشارك في مهرجان البندقية السينمائي الدولي ويسلط الضوء على مأساة طفلة فلسطينية

فيلم "صوت هند رجب" يشارك في مهرجان البندقية السينمائي الدولي ويسلط الضوء على مأساة طفلة فلسطينية

شفيق طبارة: "ليُسمع صوت هند رجب"، بهذه الكلمات اختتمت المخرجة التونسية كوثر بن هنية بيانها عبر صفحتها على فيسبوك، وذلك بعد الإعلان عن مشاركة فيلمها الجديد "صوت هند رجب" في المسابقة الرسمية لـ "مهرجان البندقية السينمائي الدولي" المقرر إقامته في الفترة من 27 آب/أغسطس إلى 6 أيلول/ سبتمبر 2025.

يروي الفيلم، الذي يشارك في بطولته عامر حليحل وكلارا خوري ومعتز ملحّيس وسجى كيلاني، قصة استشهاد الطفلة الفلسطينية هند رجب، التي حوصرت لساعات داخل سيارة تعرضت لإطلاق نار أثناء محاولة عائلتها الفرار من القصف في غزة في 29 كانون الثاني (يناير) 2024، مما أدى إلى مقتل عمها وعمتها وثلاثة من أبناء عمومتها.

هند، الناجية الوحيدة في ذلك الوقت، ظلت على اتصال بالهلال الأحمر الفلسطيني عبر الهاتف طلباً للمساعدة، بينما سعى المسعفون للوصول إليها وسط تواجد مكثف لقوات الاحتلال.

اعتمد الفيلم على شهادات أقرباء الطفلة الشهيدة، مع دمج صوتها الحقيقي في العمل.

في 10 شباط (فبراير)، وبعد انسحاب القوات الإسرائيلية، تم العثور على جثة هند إلى جانب جثث أفراد عائلتها والمسعفين الذين قتلوا أثناء محاولتهم إنقاذها. وعلى الرغم من نفي إسرائيل مسؤوليتها، إلا أن تحقيقات مستقلة أجرتها منظمات دولية وصحف عالمية كشفت عن وجود دبابات إسرائيلية في المنطقة وإطلاقها النار على السيارة وعلى سيارة الإسعاف التي كانت متجهة لإنقاذ الطفلة.

تعتبر كوثر بن هنية من أبرز المخرجات العربيات، واشتهرت بأفلامها الاجتماعية المستوحاة من أحداث واقعية، بما في ذلك فيلم "على كف عفريت" (2017)، الذي مثل تونس رسمياً في جوائز الأوسكار، وفيلم "الرجل الذي باع ظهره" (2020)، الذي ترشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم دولي، وفيلم "بنات ألفة" (2024)، الذي ترشح لجائزة أفضل فيلم وثائقي في حفل توزيع جوائز الأوسكار.

أضافت المخرجة في بيانها: "يحمل هذا المشروع طاقة هائلة وسرعة غير مألوفة. لم أتوقع طوال مسيرتي المهنية أن يتم إنجاز فيلم من البداية إلى النهاية في غضون 12 شهراً فقط. كنت حينها في خضم حملة الأوسكار لفيلم "بنات ألفة"، وأستعد لفيلم جديد أعمل عليه منذ عشر سنوات."

وتابعت: "أثناء توقفي في مطار لوس أنجلوس، استمعت إلى تسجيل صوتي لهند رجب وهي تطلب المساعدة. شعرت بصدمة عاطفية عميقة، وقررت على الفور التخلي عن مشاريعي الأخرى والتركيز على هذا الفيلم."

وأردفت: "استمعت إلى التسجيل كاملاً، وتحدثت مع والدة هند والأشخاص الذين حاولوا مساعدتها، وبنيت الفيلم على شهاداتهم، مستخدمة صوت هند الحقيقي، دون عرض مباشر للعنف."

وأوضحت: "أردت تسليط الضوء على الخوف والانتظار، وعلى ما لا نراه عادةً. الفكرة الرئيسية في الفيلم بسيطة ومؤلمة: لا يمكنني تقبل عالم يستغيث فيه طفل ولا أحد يستجيب."

واختتمت: "هذه القصة تتجاوز غزة، إنها قصة ألم مشترك ومسؤولية إنسانية. أؤمن بأن الخيال المستند إلى الحقيقة هو أقوى أداة تمتلكها السينما لمواجهة النسيان."

وأكدت: "أعتقد أن الخيال، خاصة عندما يستمد من أحداث حقيقية موثقة ومؤلمة، هو أقوى أدوات السينما. إنه أقوى من ضجيج الأخبار العاجلة. السينما قادرة على حفظ الذاكرة ومقاومة النسيان."

مشاركة المقال: