في وقت متأخر من مساء الأربعاء الموافق 23 تموز، تم إجلاء أكثر من 500 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، من عشائر البدو في محافظة السويداء باتجاه محافظة درعا. جاء ذلك ضمن القافلة الثالثة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء، وذلك بعد اشتباكات دامية بين فصائل محلية ومقاتلي العشائر وقوات وزارتي الدفاع والداخلية.
وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا أن القافلة المؤلفة من ست حافلات و45 سيارة دخلت من بصر الحرير في الريف الشرقي لمحافظة درعا باتجاه محافظة السويداء في تمام الساعة السادسة مساءً، إلا أن خروجها تأخر لمدة أربع ساعات ونصف الساعة، حتى الساعة العاشرة والنصف ليلًا.
ووسط حراسة مشددة، رافق القافلة في دخولها وخروجها من السويداء عدد من آليات الأمن العام، بهدف الحفاظ على أمن القافلة، وذلك نظرًا لوقوع إطلاق نار من مجهولين باتجاه القافلة الثانية أثناء خروجها من الريف الغربي للسويداء يوم أمس، ما استدعى تدخل الأمن العام لحماية القافلة والاشتباك مع مطلقي النار، وأدى ذلك إلى إصابة أربعة عناصر من الأمن، حسبما أفاد المراسل.
الدفعة الثانية من المساعدات
وعلى الصعيد الإنساني، دخلت قافلة مساعدات إنسانية مقدمة من الأمم المتحدة إلى محافظة السويداء، جنوبي سوريا، الأربعاء 23 تموز، من مدينة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي، مع استمرار رفض رئيس طائفة الموحدين الدروز، حكمت الهجري، دخول الوفد الحكومي والمساعدات المقدمة من وزارة الصحة.
وأفاد المراسل أن هذه القافلة القادمة من دمشق هي "الثانية" التي تدخل من محافظة درعا إلى السويداء، وجرى إدخالها بواسطة شاحنات تتبع لمنظمة الهلال الأحمر السوري.
وتحتوي القافلة على 4000 سلة غذائية و66 طنًا من الطحين و10 آلاف عبوة مياه شرب ومواد طبية. وكان الهلال الأحمر قد تمكن، في 20 من تموز الحالي، من إدخال الدفعة الأولى من المساعدات إلى مدينة السويداء.
وقال المكتب الإعلامي لوزارة الصحة السورية، آنذاك، إن الهجري يرفض دخول الوفد الحكومي الرسمي برفقة قافلة المساعدات الحكومية إلى محافظة السويداء، وسمح بدخول الهلال الأحمر السوري فقط، وبالتالي عادت القوافل مع الوفد الحكومي لدمشق، وفقًا لوكالة الأنباء السورية "سانا".
وفي سياق آخر، تفقدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند قبوات مراكز إيواء مؤقتة في بصرى الشام والحراك بريف درعا الشرقي ومدينة درعا، للاطلاع على أوضاع العائلات المقيمة فيها، ممن خرجوا من محافظة السويداء.
ويأتي خروج العائلات نتيجة لجهود الوساطة التي تبذلها الحكومة السورية مع الأطراف في محافظة السويداء، والتي تركز على وقف التصعيد وتعزيز المصالحة، في إطار التزام الدولة بحماية جميع أبنائها والحفاظ على "وحدة النسيج الوطني"، حسبما أكد قائد الأمن العام في محافظة السويداء أحمد الدالاتي، عند إبرام وقف إطلاق النار.