الجمعة, 25 يوليو 2025 04:50 AM

المدرج الروماني في درعا البلد: تحفة معمارية شاهدة على عظمة التاريخ

المدرج الروماني في درعا البلد: تحفة معمارية شاهدة على عظمة التاريخ

تزخر مدينة درعا بتاريخ عريق وازدهار ملحوظ عبر العصور، تاركةً وراءها إرثاً أثرياً متنوعاً يعكس جمالية وإبداعاً معمارياً فريداً. أكد أمين متحف درعا، وائل كيوان، في حديث لصحيفة الحرية، أن موقع المدينة على وادي الزيدي جعلها ذات أهمية كبيرة منذ العصور الحجرية، وتحديداً منذ عصر الباليوليت وحتى عصور النيوليت، وذلك وفقاً للدراسات والمسوحات التي أجريت في ستينيات القرن الماضي. كما شهدت المدينة ازدهاراً خلال عصور البرونز الوسيط والحديث.

وأوضح كيوان أن الفترة الذهبية للمدينة كانت خلال العصور الرومانية، حيث شُيدت معالم أثرية بارزة تتميز بطابع معماري أخاذ، وعلى رأسها المدرج الروماني والحمامات الرومانية والمعبد المكتشف حديثاً والشارع الرئيسي والمقاطع. وما يميز درعا عن غيرها من المدن المعاصرة هو وجود مدينة كاملة تحت الأرض، تتضمن ممرات وغرف ومداخل.

وركّز أمين المتحف على أهمية المدرج الروماني الواقع في حي درعا البلد، والمسجل على لائحة التراث الوطني منذ عام 1968، مشيراً إلى أنه يُعد من المسارح متوسطة الحجم مقارنةً بالمسارح الأخرى المكتشفة في منطقة بلاد الشام والتي تعود إلى العصر الروماني. يبلغ القطر الكلي للمسرح حوالي 43 متراً، وقطر ساحة الأوركسترا حوالي 23 متراً، ويتألف من 13 صفاً من المقاعد تتسع لأكثر من 2000 متفرج.

وأضاف أنه في ثمانينيات القرن الماضي، تم استملاك مساحة من الأرض تقدر بحوالي 15 دونماً بهدف إبراز المدرج الأثري، تبع ذلك إزالة المنازل المحيطة بالمدرج، بالإضافة إلى أعمال ترميم في بعض أجزاء المدرج (الكواليس وواجهة المنصة)، وأعمال تنقيب وتعزيل للأنقاض الأثرية، والتي يقع معظمها في الجهة الشرقية من مبنى المدرج.

واختتم حديثه قائلاً: "حين تتاح الظروف الملائمة، فإن المدرج بمختلف مكوناته يحتاج إلى أعمال ترميم وتأهيل شاملة، لإعادته قدر الإمكان إلى حالته الأصلية وإظهاره بالصورة التي يستحقها، ليصبح وجهة سياحية بارزة وقبلة للزوار من الداخل والخارج، وحتى استثماره في المجال الثقافي، وخاصةً في الفعاليات المسرحية ذات الطابع التراثي الشعبي."

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: