الثلاثاء, 5 أغسطس 2025 04:31 AM

نظرة جديدة في صعود وهبوط الرأسمالية العالمية: الهيئة السورية للكتاب تصدر "القرن العشرون الطويل"

نظرة جديدة في صعود وهبوط الرأسمالية العالمية: الهيئة السورية للكتاب تصدر "القرن العشرون الطويل"

دمشق-سانا: كتاب جديد يضاف إلى إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب، وهو الترجمة العربية لكتاب الباحث الإيطالي جيوفاني أريغي، "القرن العشرون الطويل: المال، السلطة، وأصول عصرنا". يقدم الكتاب أطروحة شاملة تتناول تاريخ الرأسمالية العالمية من صعودها إلى انحسارها، معتمداً على تحليل معمق لدورات القوة الاقتصادية وتحولات النفوذ العالمي.

الكتاب، الذي صدر باللغة الإنجليزية عام 1994، ترجمه عدنان حسن في نسخة إلكترونية تقع في 524 صفحة.

المال كبديل عن السلاح

يركز أريغي على أن تطور الرأسمالية لا يسير بخط تصاعدي ثابت، بل يمر بدورات صعود وهبوط كبيرة. تبدأ هذه الدورات بسيطرة نموذج إنتاجي معين، ثم تتضخم لتتحول إلى نمط مالي مضارب، وتنتهي بأزمة تؤدي إلى إعادة هيكلة الهيمنة. يتتبع المؤلف ثلاثة أطوار سابقة: الهيمنة الهولندية، ثم البريطانية، وصولاً إلى الهيمنة الأميركية بعد الحرب العالمية الثانية.

بين بروديل وماركس… وسردية الاقتصاد – التاريخ

يتلاقى الكتاب مع أفكار المفكر الفرنسي فرنان بروديل، صاحب نظرية المدة الطويلة في التاريخ، من خلال دراسة التاريخ بتحليل البنى الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، بدلاً من التركيز على السياسة وشخصياتها. يجمع أريغي بين هذه الأفكار والنقد الماركسي للرأسمالية، ويستخدم نماذج مثل (المال – السلعة – المال المضاعف) لتوضيح منطق التراكم، ويحلل كيف انتقلت القوة من المراكز التجارية في العصور الوسطى إلى أنظمة رأسمالية ذات طابع عالمي مؤسسي.

أميركا… آخر إمبراطورية؟

يخصص المؤلف فصلاً مطولاً للهيمنة الأميركية، معتبراً إياها امتداداً وتحولاً في نموذج السيطرة من الاستعمار التقليدي إلى الهيمنة عبر المؤسسات المالية والتجارية، مثل صندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية. ويرى أن بوادر انهيار هذا النموذج بدأت في سبعينيات القرن العشرين مع التحول نحو المضاربات المالية وتفكيك التصنيع.

ماذا عن الصين؟

يختتم أريغي كتابه بالتساؤل عما إذا كانت الصين ستكون الوريث الجديد، لكنه لا يقدم إجابة قاطعة، بل يشير إلى أن النموذج التنموي الصيني، المبني على الإنتاج أكثر من المال، قد يعيد الرأسمالية إلى "أرضها" الآسيوية، ولكن بشكل مختلف وأكثر جماعية. يخلص الكتاب إلى أن "القرن العشرون الطويل" ليس مجرد قراءة اقتصادية، بل هو تأريخ مغاير للعالم الحديث من زاوية المال والسلطة والهيمنة، وهو ضروري للسياسيين والمؤرخين على حد سواء، ويقدم للباحثين أداة لفهم العالم كما يتشكل، لا كما يروى.

مشاركة المقال: