الثلاثاء, 22 يوليو 2025 11:35 PM

إنجاز طبي تاريخي: روبوت يجري أول عملية استئصال مرارة دون تدخل بشري

إنجاز طبي تاريخي: روبوت يجري أول عملية استئصال مرارة دون تدخل بشري

في خطوة تعتبر إنجازاً لافتاً في عالم الجراحة الآلية، نجح روبوت جراحي يحمل اسم STR-H في إجراء أول عملية استئصال مرارة لمريض يحاكي البشر، وذلك دون أي تدخل من العنصر البشري. التجربة قادتها جامعة «جونز هوبكنز» وبتمويل من الحكومة الأميركية.

ووفقاً لموقع «هيلث كار إن يوروب»، تفاعل الروبوت مع التعليمات الصوتية التي وجهها إليه الفريق الطبي، على غرار ما يقوم به متدرب بشري يتعلم من جراح متمرس.

بفضل الدقة العالية والاستجابة الذكية، تمكن STR-H من إنجاز المهمة الجراحية المعقدة بكفاءة ومرونة، حتى في مواجهة ظروف غير متوقعة تحاكي حالات الطوارئ الحقيقية. وأشار خبير الروبوتات الطبية، أكسل كريغر، إلى أن هذا التطور يمثل نقلة نوعية، حيث ينقل الروبوتات من مجرد تنفيذ مهام محددة مسبقاً إلى فهم أعمق للإجراءات الجراحية واتخاذ قرارات ذاتية في الوقت الفعلي.

أصبح الروبوت قادراً أيضاً على تعديل خطواته، بل وتصحيح أخطائه أثناء العملية، في محاكاة دقيقة لمهارات الجراحين البشريين.

اعتمد تدريب الروبوت على مقاطع فيديو لجراحين يقومون بإجراء العملية على خنازير نافقة، مع شروحات نصية توضح كل مرحلة. وبفضل هذه التقنية، المعروفة بـ «التعلم بالمحاكاة»، استطاع الروبوت تنفيذ العملية بدقة بلغت 100%. ورغم أنه استغرق وقتاً أطول من الجراح البشري، إلا أن النتائج كانت مماثلة من حيث الدقة والسلامة.

تم تصميم STR-H باستخدام تقنيات مشابهة لتلك المستخدمة في نماذج الذكاء الاصطناعي اللغوي مثل «شات جي بي تي»، مما مكنه من فهم الأوامر الصوتية وتنفيذها مثل «أمسك برأس المرارة» أو «حرّك الذراع اليسرى».

وأكد الباحث والمؤلف الرئيسي للدراسة، جي وونغ كيم، أن هذا التقدم يعالج أحد أبرز التحديات التي تواجه الجراحة الآلية: قدرة الروبوت على التعامل مع سيناريوهات غير متوقعة دون الحاجة إلى تدخل بشري.

يهدف الفريق البحثي في المرحلة القادمة إلى تدريب STR-H على أنواع متعددة من العمليات الجراحية، مما قد يؤدي إلى تطوير أنظمة جراحية مستقلة يمكن الاعتماد عليها في المستقبل. ومع التوسع في استخدام هذه التكنولوجيا، قد يفتح الباب أمام تحسين الرعاية الصحية وتقليل الأخطاء الطبية، خاصة في البيئات التي تعاني من نقص في الكوادر الطبية الماهرة.

هذا الابتكار لا يمثل مجرد تطور في مجال الجراحة، بل هو إعلان واضح عن دخول الذكاء الاصطناعي إلى قلب غرف العمليات، ليعيد تعريف حدود الممكن في الطب الحديث.

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

مشاركة المقال: