الإثنين, 21 يوليو 2025 02:17 AM

وسط تصاعد الأزمة في السويداء: قسد تطالب بممر آمن للمساعدات الإنسانية

وسط تصاعد الأزمة في السويداء: قسد تطالب بممر آمن للمساعدات الإنسانية

في ظل منع فصائل محلية في السويداء دخول وفد حكومي سوري، تستعد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) لإرسال مساعدات من طرفها. وقد استكملت "الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سوريا (الذراع السياسي لقسد)، اليوم الأحد 20 من تموز، تجهيز قافلة مساعدات إنسانية مخصصة لسكان محافظة السويداء.

وذكرت وكالة "هاوار"، المقربة من "الإدارة الذاتية"، أن القافلة لا تزال بانتظار تأمين ممر آمن يسمح بوصولها إلى مستحقيها، في ظل التدهور الأمني والإنساني المتفاقم في المنطقة. ودعا المشرفون على تسيير القافلة إلى تحييد الملف الإنساني عن الصراعات السياسية والعسكرية، مؤكدين أنهم على تواصل مع منظمات دولية لضمان إيصال الدعم بعيدًا عن أي "تسييس"، وفق "هاوار". وأشاروا إلى أن الأولوية الآن هي إنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة في منطقة تعاني شللًا واسعًا في الخدمات ونقصًا حادًا في المواد الطبية والغذائية.

وتضم القافلة مواد طبية وإغاثية جرى إعدادها بالكامل على نفقة مؤسسات "الإدارة الذاتية"، في استجابة مباشرة للنداءات المتكررة من داخل السويداء. ووضعت الإدارة جدولًا زمنيًا يقضي بوصول القافلة خلال أسبوع كحد أقصى، مع استعدادها لتسيير قوافل إضافية في حال تأمين الطريق.

مساعدات تدخل السويداء

دخلت مساعدات من الهلال الأحمر إلى مدينة السويداء جنوبي سوريا، اليوم، وسط رفض من رئيس طائفة الموحدين الدروز، حكمت الهجري، دخول الوفد الحكومي والمساعدات المقدمة من وزارة الصحة. وقال المكتب الإعلامي لوزارة الصحة السورية، إن الهجري يرفض دخول الوفد الحكومي الرسمي برفقة قافلة المساعدات إلى محافظة السويداء، وسمح بدخول الهلال الأحمر السوري فقط، وبالتالي عادت القوافل مع الوفد الحكومي لدمشق، وفقًا لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

وأفاد مراسل عنب بلدي في السويداء، أن قوافل المساعدات باشرت بالدخول إلى المحافظة من جهة القرى الشرقية طريق بصرى الشام، وأن المنع تم للوفود الحكومية المرافقة للمساعدات، مع السماح لدخولها بإشراف من قبل وفود الهلال الأحمر السوري. كما أفاد مراسل عنب بلدي في درعا أن المساعدات المقدمة من وزارة الصحة تم منعها من الدخول إلى السويداء، وعادت إلى دمشق برفقة محافظ السويداء مصطفى بكور ووزير الصحة مصعب العلي، مع السماح بدخول المساعدات من قبل الهلال الأحمر السوري وكوادره.

مساعدات إسرائيلية

وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أعلن، في 18 من تموز، عبر حسابه في منصة "إكس"، أنه أوعز بنقل مساعدات إنسانية إلى السويداء على خلفية "الهجمات الأخيرة". المساعدات الإنسانية الإسرائيلية تشمل حزمة المساعدات، بقيمة 2 مليون شيكل (نحو 600 ألف دولار)، وتحتوي حزمًا غذائية وأجهزة طبية، وأدوات إسعافات أولية وأدوية.

وسيتم تقديم المساعدة من ميزانية وزارة الخارجية، وستوجه المساعدات بشكلٍ خاص إلى "المناطق الدرزية" في محافظة السويداء، التي تضررت بشكل مباشر من الهجمات العنيفة، بحسب ساعر. تضاف هذه المساعدات إلى حزمة مساعدات سابقة، نقلتها وزارة الخارجية إلى الطائفة الدرزية في سوريا في شهر آذار الماضي.

لقاء براك وعبدي

وكان المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس براك ناقش، السبت 19 من تموز، مع قائد قوات "سوريا الديمقراطية" (قسد)، مظلوم عبدي، الخطوات العملية نحو الاندماج في سوريا موحدة، من أجل مستقبل "سلمي، ومزدهر، وشامل، ومستقر"، لجميع السوريين. وأعلنت السفارة الأمريكية في دمشق أن براك وعبدي التقيا لمناقشة الوضع الراهن في سوريا، والحاجة إلى اتخاذ خطوات عاجلة لاستعادة الهدوء والاستقرار.

واتفق الطرفان على أن الوقت "قد حان" للوحدة، وأعرب براك عن شراكة قوات "سوريا الديمقراطية" المستمرة في مكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا.

دعوة لوقف الهجمات

وقد دعت (قسد) إلى وقف فوري لـ "الهجمات" التي تتعرض لها السويداء في الجنوب السوري، في 14 من تموز. وطالبت بوقف الهجمات وضمان عدم تكرارها، وإتاحة الفرصة الكاملة أمام المبادرات الوطنية لحل جميع القضايا، بما يتوافق مع تحقيق تطلعات جميع مكونات الشعب السوري وأعربت في بيان، نشرته وكالة "هاوار" للأنباء، المقربة من "الإدارة الذاتية"، عن إدانتها لـ "الهجمات والاعتداءات المتكررة، التي تستهدف قرى وبلدات السويداء، والتي أسفرت عن ضحايا بين المدنيين، وتعرض العشرات من المنازل والمزارع لـ "الحرق والنهب".

وبينت أن الاشتباكات التي جرت في السويداء، و"المضايقات" التي تعرضت لها، هي مصدر قلق لها، معتبرًة أنها تمثل انتكاسة لآمال وتطلعات السوريين.

مشاركة المقال: