تلقى موقع "اقتصاد" رسالة من أحد المتابعين يشكو فيها الارتفاع غير المسبوق في إيجارات المنازل بمدينة دمشق. وشارك تجربته الشخصية، موضحاً أن جاره اضطر إلى ترك منزله في منطقة الجسر الأبيض، وهو منزل غير مفروش بمساحة 70 متراً، بعد أن رفع صاحب العقار الإيجار السنوي من 3000 دولار إلى 9000 دولار، مع رفض قاطع لأي تخفيض.
أشار صاحب الرسالة إلى أن جاره بحث طويلاً عن منزل بديل في مناطق مختلفة من دمشق، لكنه لم يجد ما يناسبه بأقل من 5000 دولار سنوياً. الأمر الذي دفعه للانتقال إلى قدسيا في ريف دمشق، حيث استأجر منزلاً مقابل 3000 دولار سنوياً. ونوه إلى أن سهولة انتقاله تعود لكونه متزوجاً منذ عامين وليس لديه أطفال.
وأضاف صاحب الرسالة أنه تفاجأ بقرار مماثل من صاحب المنزل الذي يستأجره، حيث رفع الإيجار السنوي من 4000 دولار إلى 9000 دولار. وأوضح أن لديه ثلاثة أبناء يدرسون في مدارس ومعاهد قريبة، من بينهم طالبة "بكالوريا"، مما يجعل الانتقال إلى الريف خياراً صعباً ومكلفاً للغاية بالنسبة له بسبب المواصلات.
كما ذكر أنه كان من سكان حرستا في ريف دمشق، والتي اضطر إلى مغادرتها منذ عام 2012 بعد أن أصبحت منطقة اشتباكات مع نظام الأسد البائد، وتحول منزله إلى أنقاض. ليجد نفسه، وهو من أبناء دمشق، غير قادر على السكن فيها.
ويواجه سكان معظم المدن السورية ارتفاعاً كبيراً في إيجارات المنازل، بالتزامن مع شح السيولة في المصارف وتوقف العديد من الأنشطة الاقتصادية، مما يزيد من صعوبة الوضع المعيشي للسوريين. ويتهم المستأجرون أصحاب العقارات بالاستغلال والمبالغة في تقدير الإيجارات، في ظل ارتفاع الطلب وقلة العرض في سوق العقارات المخصصة للإيجار.