بعد توقف الاشتباكات في مدينة السويداء منذ منتصف ليل السبت، شعرت "انتصار" ببعض الاطمئنان. اضطرت "انتصار" إلى الانتقال من حارة "عين الزمان" جنوباً إلى وسط المدينة بحثاً عن الخبز، تاركة خلفها والدتها المريضة بعد أيام عصيبة عاشتها مع بقية سكان المحافظة. وكانت "انتصار" قد نزحت سابقاً من قريتها المجيمر في الريف الغربي خوفاً من المعارك.
سناك سوري-رهان حبيب
تقول "انتصار" لـ"سناك سوري" إن خروجها من القرية جاء بعد سقوط قذائف الهاون وتخوفاً من دخول مسلحي البدو. وعند وصولها إلى السويداء، كان الخوف لا يزال كبيراً، فمكثت في منزل أقاربها لتجنب الخطر.
عندما وصلت "انتصار" إلى الفرن، وجدت العشرات من الأشخاص الذين خرجوا للبحث عن الخبز بعد أيام طويلة وقاسية. وأكد صاحب الفرن لها أنه سيستمر في الخبز قدر الإمكان، منبهاً الحاضرين إلى أن كميات المازوت محدودة بانتظار وصول الدعم والإغاثة.
في المدينة، يعمل هذا الصباح فرنان فقط، الأول خاص والثاني الفرن الآلي، الذي لم يعلن عن خطة عمله بعد بانتظار وصول الدعم من دقيق ومحروقات.
المدينة تعيش ظروفاً إنسانية صعبة فرضتها الاشتباكات المسلحة، وقتال الشوارع، وقذائف الهاون العشوائية على أطراف وداخل المدينة التي نزح إليها مئات من سكان قرى الريف الغربي واستوعبت المئات من الأسر تحاول اليوم تجاوز نتائج العنف الذي عاشه أبناؤها وأودى بحياة المئات منهم.
على الجانب الآخر، يتجول أشخاص في شوارع المدينة لتفقد منازلهم وأقاربهم، باحثين عن الدواء والماء والمحروقات، التي أصبحت عملة نادرة في هذه الأيام. في المقابل، أعلنت بعض الصيدليات عن افتتاحها اليوم، ودعت المحتاجين إلى الدواء لأخذه حتى لو لم يكن لديهم ثمنه.
وكانت الحكومة السورية قد أعلنت عن انطلاق قافلة مساعدات إلى السويداء برفقة وفد وزاري يضم وزير الصحة مصعب العلي ووزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند قبوات ومحافظ السويداء مصطفى البكور بالتنسيق مع الهلال الأحمر السوري عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وبحسب التصريحات الرسمية، تضم القافلة نحو 40 سيارة محملة بمواد إغاثية وغذائية وصحية.