قصة فؤاد كليم فريدة من نوعها بين قصص الإيمان بالقديس شربل. عاش حياته مع عائلته في بلجيكا، متضرعًا إلى حبيس عنايا، قائلاً: "كانوا يقولون دائمًا شربل سكران بالله وأنا سكران بشربل وبالله"...
فاض القديس شربل بنعمته على فؤاد وأنقذه من الموت، محققًا رغبته الدائمة في رؤية "حبيس عنايا". يروي كليم تفاصيل ما حدث معه، مشيرًا إلى أنه "في أواخر شباط من العام 2025، أُصيب "بالميناجيت"، مما أدى إلى ارتفاع حاد في درجة حرارته وسقوطه على الأرض. استدعى ذلك نقله الفوري إلى المستشفى، حيث دخل في غيبوبة استمرت أكثر من شهر، قبل أن يستفيق بأعجوبة بفضل القديس شربل الذي وهبه حياة جديدة".
لا يمكن الاستماع إلى ما حدث مع كليم في المستشفى، وكيف رأى القديس شربل أثناء غيبوبته، دون الشعور بتأثر عميق. يروي كليم بصوت يغلبه البكاء كيف رأى القديس شربل، مشيرًا إلى أنه "رأى نفسه يسير في نفق طويل مظلم، وعندما وصل إلى منتصفه، رأى نورًا خفيفًا جدًا يزداد سطوعًا كلما اقترب، وكان هذا النور هو نور القديس شربل الذي كان ينتظره في نهاية النفق".
يستطيع كليم أن "يصف المشهد بدقة ويؤكد أنه لن ينساه طيلة حياته، فهو حتى اللحظة يتذكر أدق التفاصيل، بدءًا من اللحية البيضاء والوجه الذي لا يمكن رؤيته من شدة النور، إلى الثوب الأسود واليدين المشبوكتين والرأس المنحني المغطى بالإسكيم الرهباني". ويضيف: "بقيت واقفًا مذهولًا لرؤية القديس شربل الذي أمسك بيدي وأخذني في الاتجاه المعاكس، أي في طريق العودة، وقال لي: "أنا لي بشفي الدني من هون لآخر الدني وأنا لي بردك عند عائلتك"، وأعادني إلى باب النفق في طريق العودة".
لم تقتصر قصة كليم على رؤية القديس شربل فقط، بل امتدت لتشمل رؤية العذراء. ويلفت إلى أن "ذلك حصل حين وصل هو والقديس شربل إلى نهاية النفق، حيث كانت العذراء تبتسم للقديس ولي، ولا أنسى كيف كانت تنظر إلى يد القديس شربل التي كانت تمسك بيدي، وكأنها كانت تقول لي أصبحت في أمان، وهنا بدأت أستيقظ من الغيبوبة". ويضيف: "في تلك اللحظة كانت عيناي تنظران إلى الهواء، ظن أخي وزوجتي المتواجدان في الغرفة أنني فاقد للذاكرة وأنني لن أعرفهما وهذا ما لم يحصل، وبعد مرور 3 أشهر ونصف بدأت النهوض من الفراش وكانت الأخصائية بالفيزياء تحاول أن تساعدني على الوقوف، حاولت في المرة الأولى ولم أنجح ولكن في المرة الثانية صليت وتضرعت إلى القديس شربل ليساعدني على ذلك، وتمكنت من الوقوف عشر دقائق بعدما كنت عاجزًا عن الحراك".
حين أُصيب "بالميناجيت"، أكد الطبيب لزوجة كليم أن حياته مسألة ساعات، وعلى العائلة التحضر نفسيًا. فقامت الزوجة المتواجدة في بلجيكا بالاتصال بالأقارب في بيروت وأبلغتهم بما قاله الطبيب. اليوم، تماثل كليم للشفاء واستعاد عافيته، بعدما كان في عداد الأموات، وهذا كله بفضل شفاعة القديس شربل.
موقع النشرة