الجمعة, 18 يوليو 2025 01:31 AM

غزة: شهداء وجرحى بينهم كاهن في قصف إسرائيلي يستهدف كنيسة "دير اللاتين" وحماس تدين "جريمة بحق دور العبادة"

غزة: شهداء وجرحى بينهم كاهن في قصف إسرائيلي يستهدف كنيسة "دير اللاتين" وحماس تدين "جريمة بحق دور العبادة"

استشهد مسنان فلسطينيان وأصيب آخرون، بينهم الأب جبرائيل رومانيللي، كاهن رعية كنيسة "العائلة المقدسة"، يوم الخميس، نتيجة قصف إسرائيلي استهدف الكنيسة الواقعة شرقي مدينة غزة.

أفاد محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، في تصريح للصحفيين من مستشفى المعمداني، بأن "شهيدين ارتقيا جراء الاستهداف الإسرائيلي لكنيسة العائلة المقدسة، بعد أن كانا في حالة حرجة".

وأوضح أن "الشهيدين هما سعد سلامة، ويبلغ من العمر حوالي 60 عامًا، وفوميا عياد، البالغة من العمر نحو 80 عامًا، وقد استشهدا نتيجة الغارة الإسرائيلية المباشرة على الكنيسة".

وأضاف بصل: "نودع اثنين من إخوتنا المسيحيين، الذين لم يرتكبوا أي ذنب، فالاحتلال لا يفرق بين أحد، فهو يستهدف المسيحي والمسلم، والكنيسة والمسجد".

وأشار إلى أن الكنيسة المستهدفة معروفة وتضم حوالي 400 نازح مسيحي لجأوا إليها بعد تدمير إسرائيل لمنازلهم خلال الحرب المستمرة على القطاع.

وأكد أن النازحين كانوا يعتقدون أن الكنيسة مكان آمن، لكنها للأسف استُهدفت من قبل قوات الجيش الإسرائيلي للمرة الثالثة منذ بدء الحرب.

ودعا بصل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى "التحرك العاجل لحماية المدنيين"، وتساءل مستنكرًا: "لماذا يُقتَل هؤلاء! على العالم أن يتحمل مسؤوليته لحماية المدنيين".

من جهتها، اعتبرت حركة "حماس" يوم الخميس أن استهداف إسرائيل لكنيسة "العائلة المقدسة" في مدينة غزة، رغم أنها تأوي نازحين، "جريمة بحق دور العبادة".

وأضافت الحركة في بيان أن "استهداف الكنيسة يمثل جريمة جديدة يرتكبها الاحتلال بحق دور العبادة والنازحين الأبرياء، ويأتي في سياق حرب الإبادة الشاملة على شعبنا الفلسطيني بكل مكوّناته".

وأوضحت أن "استمرار مجازر العدو البشعة، وسياسة تجويع شعبنا في غزة، وقتل الأبرياء والمدنيين واستهداف المساجد والكنائس والمستشفيات والمخابز وآبار المياه وكافة المرافق المدنية، تعد جرائم حرب موصوفة".

ودعت الحركة إلى "وقفة جادة من المجتمع الدولي والأمم المتحدة في مواجهة هذه الجرائم المستمرة وغير المسبوقة"، مطالبة بـ "تحرك فوري لوقف العدوان الهمجي، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم ضد الإنسانية".

في المقابل، أقر الجيش الإسرائيلي بالقصف الذي استهدف الكنيسة، وأعرب عن "أسفه للأضرار الناتجة عن ذلك"، وفقًا لادعائه.

وقال في بيان: "أُحيط الجيش الإسرائيلي علمًا بالتقارير المتعلقة بالأضرار التي لحقت بكنيسة العائلة المقدسة في مدينة غزة، والإصابات في موقع الحادث"، مضيفًا أنه "يجري تحقيقًا في ملابسات الحادث".

وتعتبر الكنيسة من أقدم المراكز الدينية المسيحية في قطاع غزة، وقد تحولت منذ بدء الحرب إلى ملاذ للمدنيين، وخاصة العائلات المسيحية التي تواجه ظروف النزوح والحصار.

بدورها، أكدت البطريركية اللاتينية في القدس في بيان أن كنيسة "العائلة المقدسة" في مدينة غزة تعرضت لهجوم إسرائيلي أسفر عن إصابة عدد من الفلسطينيين، بينهم الأب رومانيللي، كاهن الرعية.

كما أدانت رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني قصف إسرائيل للكنيسة، مؤكدة أن هجماتها على المدنيين الفلسطينيين "غير مقبولة ولا يمكن تبريرها".

منذ 18 عامًا، تحاصر إسرائيل غزة، وأصبح حوالي 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون في القطاع بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.

وفي وقت سابق، أفاد شهود عيان لمراسل الأناضول بأن القصف استهدف "كنيسة العائلة المقدسة" في حي الزيتون، وأسفر عن إصابات في صفوف النازحين فيها، منهم الكاهن رومانيللي.

وأوضح الشهود أن الكاهن أصيب في قدمه، ونقل إلى "مستشفى المعمداني" في مدينة غزة، حيث يخضع لفحوص طبية.

وخلال الإبادة الإسرائيلية على غزة، قصف الجيش الإسرائيلي ثلاث كنائس رئيسية، هي: كنيسة القديس برفيريوس، وكنيسة العائلة المقدسة، وكنيسة المعمداني.

وتُعد "القديس برفيريوس" أقدم كنيسة في غزة، وثالث أقدم كنيسة في العالم، وقد تعرضت لأضرار جسيمة جراء القصف الإسرائيلي.

أما "العائلة المقدسة" فهي الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في مدينة غزة، وقد تحولت إلى مأوى للمسيحيين والمسلمين خلال الحرب، قبل أن تتعرض لقصف إسرائيلي خلف أضرارا بالغة.

وتكتسب الكنيسة أهمية خاصة في غزة، حيث تستخدم للعبادة ولتقديم الدعم الروحي للمجتمع المسيحي الفلسطيني، إضافة إلى دورها مركزا ثقافيا ومجتمعيا يوفر أنشطة دينية واجتماعية متنوعة.

وقتل الجيش الإسرائيلي 22 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء وأصاب آخرين، منذ فجر الخميس، بهجمات متفرقة على قطاع غزة.

يأتي ذلك ضمن الإبادة الجماعية التي يواصلها الجيش ضد الفلسطينيين منذ أكثر من 21 شهرا، وفق ما أفادت به للأناضول مصادر طبية وشهود عيان.

وفي أحدث الاعتداءات، استشهد 3 فلسطينيين وأصيب آخرون بقصف إسرائيلي استهدف بلدة جباليا شمال قطاع غزة.

وسبق ذلك قصف كنيسة "العائلة المقدسة" في حي الزيتون شرق مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين، بينهم الأب جبرائيل رومانيللي كاهن رعية الكنيسة.

وقبل ذلك، قتل 17 فلسطينيا بهجمات إسرائيلية منذ فجر الخميس، بينهم 8 بغارة على تجمع شعبي لتأمين المساعدات في منطقتي التوام والكرامة.

وأيضا كان بينهم 4 فلسطينيين استشهدوا في قصف جوي استهدف شقة سكنية في حي الزيتون جنوب شرق المدينة.

وفي مخيم البريج شرق المحافظة الوسطى، استشهد 5 فلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، وأصيب آخرون، جراء قصف بطائرات مسيرة إسرائيلية استهدف خياماً للنازحين.

وجرى القصف داخل مدرستي "أبو حلو الشرقية" و"أبو حلو الغربية"، ما أدى إلى اندلاع حريق في الخيام.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة أكثر من 198 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.

مشاركة المقال: