استضافت قاعة المؤتمرات في القصر البلدي بحلب اليوم مؤتمراً حوارياً هو الأول من نوعه، تحت شعار "المجتمع يسأل والمحافظة تجيب". يهدف هذا المؤتمر، الذي نظمته محافظة حلب، إلى إنشاء قنوات اتصال مباشرة بين المواطنين وممثلي المجتمع المدني، والتعرف على مشاكلهم ومقترحاتهم بهدف تحسين العمل الحكومي وخدمة المدينة.
وشارك في فعاليات المؤتمر أهالي المدينة، وممثلو منظمات المجتمع المدني، والأعيان، بالإضافة إلى محافظة حلب ونوابه ومعاونيه، ومديري الدوائر الخدمية والتنفيذية.
يمثل هذا المؤتمر الحواري تطبيقاً عملياً لسياسة الباب المفتوح والرغبة في تفعيل مبدأ المساءلة المجتمعية، حيث كانت القاعة بمثابة منصة للحوار المباشر والصريح والنقد البناء، مع تقديم الحلول المناسبة.
تناولت مداخلات الحضور وحواراتهم مجموعة واسعة من القضايا الملحة، مع التركيز بشكل أساسي على تحسين الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والنظافة العامة وجمع النفايات، بالإضافة إلى إعادة الإعمار والبنية التحتية وتسريع عمليات ترميم المنازل المتضررة وإصلاح الطرق ومشاريع الصرف الصحي، ودعم العودة والاستقرار وتذليل العقبات أمام النازحين الراغبين في العودة، وتأمين مستلزمات الحياة الكريمة.
كما شملت القضايا المطروحة قضايا البيئة والمساحات الخضراء ومكافحة التلوث وزيادة التشجير والمحافظة على المظهر الحضاري لتحسين جمالية المحافظة، بالإضافة إلى دعم المشاريع الصغيرة وتنشيط الحركة التجارية وجذب الاستثمار وتسريع القطاع السياحي الذي يساهم في تسريع عجلة الاقتصاد الوطني.
تفاعل المسؤولون الحاضرون من معاوني محافظ حلب بحسب تخصصهم ومديري الدوائر مع الأسئلة والملاحظات بجدية، وقدموا توضيحات فورية حول العديد من النقاط، واعترفوا بالصعوبات والعقبات التي تواجه بعض الملفات، مؤكدين سعيهم الدؤوب لحلها. وتم توثيق كافة المداخلات والتعهدات بشكل رسمي، مع وعد من المحافظة بمتابعة كل القضايا المطروحة عبر قنواتها الرسمية وإطلاع المجتمع على التقدم المحرز، وذلك بهدف إشراك المجتمع المحلي وتعزيز الشفافية.
وأوضح محافظ حلب المهندس عزام الغريب خلال كلمته أن شعار "المجتمع يسأل والمحافظة تجيب" ليس مجرد عنوان للمؤتمر، بل هو منهج عمل تلتزم به المحافظة. وأضاف: "لقاؤنا اليوم ليس استعراضياً، بل هو التزام منا أمامكم، وللتأكيد على أن صوتكم مسموع، وهمومكم هي محور عملنا".
وأكد محافظ حلب على إدراكهم لحجم التحديات، خاصة بعد سنوات الحرب المدمرة، مشيراً إلى إرادة أبناء حلب وإصرارهم على النهوض والاستثمار في رأس المال البشري وتدريبه، مضيفاً أن المحافظة ستواصل العمل بكل طاقتها وبشفافية كاملة لتحسين الخدمات وتسريع إعادة الإعمار وخلق بيئة مناسبة للاستثمار والعمل، واعداً الحضور بمتابعة كل ما طرح خلال المؤتمر، ومؤكداً أن المواطن شريك أساسي في الرقابة وتقييم الأداء.
يأمل المشاركون أن يكون هذا المؤتمر الحواري الأول من نوعه جسراً لبناء الثقة وتعزيز الشفافية، وأن يكون بداية لحوار دائم ومؤسساتي يضمن مشاركة فعالة للمجتمع في صنع القرار ومراقبة التنفيذ، مما يسهم في النهاية في تسريع عجلة إعمار حلب وتحسين جودة الحياة لأبنائها.
اخبار سورية الوطن 2ـوكالات _الحرية