الخميس, 17 يوليو 2025 01:43 AM

بعد إخماد حرائق الساحل السوري: الصالح يحذر من التداعيات المستقبلية

بعد إخماد حرائق الساحل السوري: الصالح يحذر من التداعيات المستقبلية

أعلنت وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث عن انتهاء عمليات إخماد الحرائق التي استمرت 12 يوماً في الساحل السوري. وأكد وزير الطوارئ، رائد الصالح، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع محافظ اللاذقية، محمد عثمان، أن هذا الإنجاز تحقق بفضل التكافل الوطني والشعبي الواسع، والتعاون الميداني بين مؤسسات الدولة والفرق التطوعية والدولية.

أشار الصالح إلى التحديات الكبيرة التي واجهت فرق الإطفاء، مثل الألغام ومخلفات الحرب، والرياح القوية المتبدلة الاتجاه، ووعورة التضاريس، وغياب خطوط الفصل الناري بسبب الإهمال الطويل للغابات. وحذر من أن الكارثة الحقيقية تكمن في التداعيات المستقبلية، مثل خطر الانجراف وفقدان التربة والغطاء النباتي، في ظل موجة جفاف وتغير مناخي هي الأسوأ منذ عقود.

أوضح الصالح أن الوزارة اعتمدت على مركز الإنذار المبكر للعوامل الجوية لرصد سرعات الرياح واتجاهاتها، مما ساهم في إعداد استراتيجيات تدخل دقيقة. كما تم استخدام صور الأقمار الصناعية وطائرات "الدرون" الحرارية والعادية لتحديد بؤر النيران، مما ساعد في تسريع السيطرة على الحرائق.

تخطط الوزارة لتركيب نظام إنذار مبكر للحرائق ضمن خطة متكاملة تشمل إنشاء منظومة وطنية لحماية الغابات وتعزيز مشاركة المجتمعات المحلية. وأكد الصالح أن "النار انتهت، لكن المهمة لم تنته، ومن اليوم تبدأ مهمتنا الحقيقية لإعادة الحياة إلى هذه الجبال".

وجه الوزير الشكر للفرق القادمة من تركيا والأردن والعراق ولبنان وقطر، ولجميع الفرق التطوعية التي قدمت دعماً لوجستياً مهماً، وكذلك لوزارات الدولة ومؤسساتها.

من جانبه، ذكر محافظ اللاذقية، محمد عثمان، أن المحافظة ستنفذ خطة لتقييم الأضرار وإعادة التأهيل بالتنسيق مع الوزارات المعنية. وأشار إلى أن التنسيق الكامل بين فرق الإطفاء والدفاع المدني من مختلف المحافظات السورية، والدعم من الدول الشقيقة، ساهم في السيطرة على النيران.

أضاف عثمان أن المحافظة عملت على تأمين جميع الاحتياجات الميدانية والإنسانية خلال فترة الحرائق، بما في ذلك إنشاء مطبخ ميداني قدم أكثر من 2500 وجبة يومياً، وتأمين معدات الإطفاء بالتعاون مع وزارتي الداخلية والدفاع.

يذكر أن الحرائق قد دمرت أكثر من 16 ألف هكتار من الغابات الحراجية، منها 2200 هكتار من الأراضي الزراعية، وتضررت 45 قرية، وبلغ عدد العائلات المتضررة نحو 1200 عائلة.

مشاركة المقال: