الأربعاء, 16 يوليو 2025 01:40 PM

السويداء: فصائل محلية تستعيد مواقع حيوية وسط اتهامات بتقديم إسرائيل دعماً جوياً

السويداء: فصائل محلية تستعيد مواقع حيوية وسط اتهامات بتقديم إسرائيل دعماً جوياً

استعادت مجموعات محلية السيطرة على نقاط استراتيجية في مدينة السويداء، وذلك في هجوم مضاد أعقب دخول قوات من وزارتي الدفاع والداخلية إلى المدينة في وقت سابق من اليوم. وأفاد مراسل عنب بلدي في السويداء، مساء الثلاثاء 15 تموز، بأن الفصائل المحلية تمكنت من السيطرة على مواقع حيوية وسط اشتباكات متقطعة، خاصة في المناطق الجنوبية الغربية، حيث تستعد القوات الحكومية والفصائل الموالية لها.

وتطلق الفصائل الموالية للحكومة نيرانًا متقطعة باتجاه المدينة من جهة قرية كناكر. وجاء هذا الهجوم المضاد بعد دخول قوات وزارتي الداخلية والدفاع إلى السويداء صباحًا، بالتنسيق مع وجهاء وقادة محليين.

وكان قائد الأمن الداخلي في السويداء، العميد أحمد الدالاتي، قد عقد اجتماعًا مع عدد من رجال الدين ووجهاء المدينة، وتم الاتفاق على تثبيت نقاط أمنية داخل المدينة وسحب الآليات العسكرية ووحدات قوات الدفاع. إلا أن جزءًا من المجموعات المحلية التي يوجهها الشيخ حكمت الهجري رفض هذا الاتفاق، وبدأ الهجوم على نقاط الداخلية بعد إعلان وزارة الدفاع سحب قواتها.

وشهد هجوم القوات الحكومية انتهاكات بحق مدنيين وعسكريين، وهو ما تكرر في الهجوم المضاد، بحسب توثيق عنب بلدي. كما تعرضت مواقع تابعة لوزارتي الداخلية والدفاع لقصف إسرائيلي، أدى إلى مقتل عسكريين وعناصر أمن.

وأوضحت وزارة الداخلية في بيان عبر “فيس بوك” أن التفاهمات مع وجهاء السويداء سرعان ما انهارت، حيث "عادت المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون لشن اعتداءات غادرة استهدفت عناصر الشرطة والأمن، في محاولة لزعزعة الأمن ونسف التفاهمات المحلية".

وفي تطور وصفته الداخلية بالخطير، "نفذ طيران الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية لدعم تلك المجموعات، استهدفت مواقع انتشار القوات الأمنية والعسكرية، ما أسفر عن استشهاد عدد من عناصر قوى الأمن الداخلي والجيش السوري".

ولا تزال الاشتباكات مستمرة في بعض أحياء المدينة، وسط جهود مكثفة تبذلها الحكومة بالتنسيق مع وجهاء وأعيان السويداء لاستعادة السيطرة الكاملة وفرض الأمن والاستقرار بشكل دائم. ولم ترد وزارة الدفاع حتى الآن على استفسار عنب بلدي حول عدد القتلى في صفوف القوات الحكومية، في حين يقدر ناشطون العدد بنحو 200 مقاتل.

الرئاسة ترفض الانتهاكات

أكدت رئاسة الجمهورية من جانبها على ضرورة التزام جميع الجهات العامة والخاصة، المدنية والعسكرية، بمنع أي شكل من أشكال التجاوز أو الانتهاك تحت أي مبرر. وأضافت الرئاسة في بيان نشرته “سانا” أنها كلفت الجهات الرقابية والتنفيذية المختصة باتخاذ الإجراءات القانونية الفورية بحق كل من يثبت تجاوزه أو إساءته، مهما كانت رتبته أو موقعه، وفق البيان. ولم يصدر تعليق من الرئاسة الروحية للموحدين الدروز بشأن الانتهاكات المتبادلة حتى لحظة نشر هذا التقرير.

الخارجية تدين إسرائيل

أدانت وزارة الخارجية والمغتربين ما وصفته بالعدوان الإسرائيلي الذي نفذ صباح اليوم عبر غارات جوية وهجمات منسقة باستخدام طائرات مسيرة وطائرات حربية، استهدفت مناطق داخل الأراضي السورية. واعتبرت في بيان نشرته على “فيسبوك” أن “هذا العمل يعد انتهاكًا صارخًا لسيادة الجمهورية العربية السورية، وخرقًا فاضحًا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ومثالًا مرفوضًا على العدوان المستمر والتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لدول ذات سيادة”.

وذكر البيان أن الجمهورية العربية السورية وإزاء هذا التصعيد الخطير:

  • تحمل الجانب الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا الاعتداء وتبعاته.
  • تدعو الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى الوقوف عند مسؤولياتهم القانونية والإنسانية، وإدانة هذا العدوان الآثم بشكل واضح وفاعل.
  • تؤكد تمسكها الراسخ بحقها المشروع في الدفاع عن أراضيها وشعبها بكل الوسائل التي يكفلها القانون الدولي.

وأكد البيان أن الدولة السورية حريصة على حماية جميع أبنائها دون استثناء وفي مقدمتهم أبناء الطائفة الدرزية، الذين يشكلون جزءًا أصيلًا من الهوية الوطنية والنسيج السوري الواحد، والذين كانوا مثالًا في الوطنية والشرف والبطولة في الدفاع عن الأرض والوطن.

انتهاكات مركبة

بدأ التوتر، الذي سبقه احتقان مستمر على مدار الأشهر السابقة، بحادثة اختطاف أحد أبناء مدينة السويداء على طريق دمشق، وسرقة بضاعته وأمواله. وأدت الحادثة إلى استنفار فصائل محلية ومجموعات من البدو غرب السويداء، تخلله خطف متبادل واشتباكات. وتدخلت قوات وزارتي الداخلية والدفاع وقالت إن ذلك لفض الاشتباك بين الجانبين وفرض سيطرة الدولة، لكن مدينة السويداء شهدت انتهاكات من قبل مجموعات مرافقة لقوات الأمن الداخلي ووزارة الدفاع.

وذكرت شبكة “الراصد” المحلية أن هذه المجموعات اقتحمت مضافة آل رضوان في مدينة السويداء، ما أدى إلى مقتل 15 من المدنيين، كحصيلة أولية لإحدى انتهاكات ما وصفته بـ “الإعدام الميداني”. وأفاد مدير شبكة الراصد، ضياء الصحناوي، عنب بلدي، أن العديد من المحال التجارية تعرضت للنهب والحرق، والاعتداء على المدنيين. كما وثقت شبكة “الراصد” الناشطة في محافظة السويداء عدة حالات منها اقتحام منازل عند جسر الأعوج في مدينة السويداء، وإطلاق نار استهدف طبيبة من آل مهنا، وإطلاق نار على سيارة في حي الحروبي ما أدى إلى مقتل السائق على الفور.

ورصدت عنب بلدي تسجيلات مصورة في وسائل التواصل الاجتماعي لعناصر يتبعون لوزارة “الدفاع” أو “الأمن العام” يقومون بإذلال أشخاص أغلبهم يرتدون لباسًا شعبيًا مدنيًا. وسبقت هذه الانتهاكات تسجيلات مصورة لإذلال عناصر من الأمن العام، معتقلين لدى فصائل محلية في السويداء، وسط أنباء عن تصفية بعضهم لم تتمكن عنب بلدي من التحقق من صحتها بعد. وفي الهجوم المضاد للمجموعات المحلية، وثقت عنب بلدي تسجيلات مصورة لانتهاكات بحق عناصر من وزارتي الداخلية والدفاع.

مشاركة المقال: