الأربعاء, 16 يوليو 2025 05:14 AM

السويداء تحت الضغط: بيان رئاسي ودعوات دولية للتهدئة وسط تصعيد أمني وعسكري

السويداء تحت الضغط: بيان رئاسي ودعوات دولية للتهدئة وسط تصعيد أمني وعسكري

في خضم التصعيد الأمني والعسكري المتزايد في محافظة السويداء جنوب سوريا، أصدرت رئاسة الجمهورية العربية السورية بيانًا رسميًا يؤكد حرص الدولة على حماية الحقوق، وحقن الدماء، وضمان استمرار عمل المؤسسات. ودعا البيان جميع الجهات العامة والخاصة، المدنية والعسكرية، إلى "منع أي تجاوز أو انتهاك تحت أي ذريعة"، مع التشديد على أهمية الالتزام بالقانون. كما وجهت الرئاسة الأجهزة الرقابية والتنفيذية المختصة لاتخاذ "إجراءات قانونية فورية ضد أي شخص يثبت تجاوزه أو إساءته، بغض النظر عن رتبته أو منصبه".

في سياق متصل، أصدرت وزارة الخارجية السورية بيانًا يدين بشدة الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مناطق في الجنوب السوري، والذي أسفر عن استشهاد عسكريين وأمنيين ومدنيين أبرياء. وأكدت الوزارة أن هذا الاعتداء يمثل انتهاكًا صارخًا لسيادة سوريا وانتهاكًا للقانون الدولي، محملة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تداعياته، ودعت الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى إدانة هذا الاعتداء. كما أكدت على حق سوريا المشروع في الدفاع عن أراضيها وشعبها، مع التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية، خاصة بين أبناء الطائفة الدرزية، ورفض أي محاولات لتقسيم البلاد أو زعزعة استقرارها.

من جانبها، أعربت لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا عن قلقها العميق إزاء تصاعد العنف في السويداء، معتبرة أن الحكومة السورية مسؤولة عن حماية حقوق الإنسان. ودعت اللجنة إلى "وقف فوري للعنف، وتسهيل مرور المدنيين، وتأمين ممرات آمنة وإيصال المساعدات الإنسانية"، مشيرة إلى فتح تحقيق في انتهاكات مزعومة، وأعربت عن قلقها أيضًا بشأن الغارات الجوية الإسرائيلية في الجنوب.

كما رحبت وزارة الخارجية الأردنية بقرار الحكومة السورية وقف إطلاق النار في السويداء، معتبرة ذلك خطوة إيجابية لحماية المدنيين وتهدئة التوتر. وأكدت عمان على ضرورة فرض سيادة القانون وممارسة الدولة السورية سلطتها على كامل أراضيها، مجددة دعمها لجهود إعادة إعمار سوريا على أسس الأمن والاستقرار والسيادة الكاملة.

وفي موقف لافت، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن ارتياحها للإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية لتعزيز الأمن والاستقرار والحفاظ على السلم الأهلي. وأكدت المملكة على أهمية بسط سيادة الدولة السورية على كامل أراضيها، بما يحقق وحدة البلاد وتطلعات الشعب السوري، كما أدانت الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، ووصفتها بأنها انتهاك صارخ للقانون الدولي والاتفاقيات الدولية. ودعت الخارجية السعودية المجتمع الدولي إلى الوقوف إلى جانب سوريا، ودعمها في مواجهة هذه الاعتداءات، والعمل على منع التدخلات الخارجية التي تهدد أمنها واستقرارها.

في هذا السياق، أعلن توماس باراك، المبعوث الأمريكي إلى سوريا، عبر منصة X، أن بلاده "منخرطة بنشاط مع جميع الأطراف في سوريا، من الدروز والقبائل البدوية إلى الحكومة السورية والقوات الإسرائيلية"، بهدف التوصل إلى حل شامل. وأعرب عن قلق واشنطن إزاء الاشتباكات الأخيرة في السويداء، مؤكدًا أن "التضليل وضعف التواصل" يمثلان تحديًا كبيرًا أمام جهود التهدئة، وأشار إلى "محادثات مباشرة ومثمرة" تجريها الولايات المتحدة لدفع الأطراف نحو الاندماج السلمي.

في الوقت نفسه، أصدرت وزارة الخارجية التركية بيانًا يدين "التدخلات الإسرائيلية في جنوب سوريا باستخدام القوة العسكرية"، داعية إلى "وقف فوري للهجمات"، ومؤكدة أن "تحقيق الاستقرار يصب في مصلحة الشعب السوري وكل دول الجوار"، مع التشديد على دعم الخطوات التي تتخذها الدولة السورية لترسيخ الأمن والسيادة.

وفي تطور ميداني متزامن، أعلن الجيش الإسرائيلي أن "عشرات المواطنين الإسرائيليين عبروا السياج الحدودي قرب مجدل شمس باتجاه الأراضي السورية"، مشيرًا إلى أنه يعمل حاليًا على إعادتهم، دون الإفصاح عن دوافع العبور، وسط تصعيد إسرائيلي متواصل في المنطقة.

بين الرسائل السياسية والتوترات الميدانية، تبقى محافظة السويداء في قلب الأحداث، وسط إجماع دولي متزايد على ضرورة التهدئة، وضمان حماية المدنيين، ودعم مسار سياسي يراعي وحدة سوريا واستقرارها.

مشاركة المقال: