أعلن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث في الحكومة السورية، رائد الصالح، خلال مؤتمر صحفي حضرته مراسلة سوريا 24 في اللاذقية، إيمان الشيخ، عن نجاح فرق الإطفاء المحلية والدولية، مدعومة بغرفة عمليات طوارئ، في السيطرة الكاملة على الحرائق التي اندلعت في ريف اللاذقية ومناطق من الساحل السوري، وذلك بعد 12 يومًا من العمل الميداني المتواصل.
وأكد الصالح أن إخماد الحرائق يمثل بداية مرحلة جديدة، وهي إعادة الحياة إلى الجبال المتضررة واستعادة الغطاء النباتي بكل الوسائل الممكنة.
تأتي هذه التصريحات بعد سلسلة حرائق اندلعت في مناطق وعرة ومتباعدة ضمن جبال اللاذقية الساحلية، وتحديدًا في ريف كسب والحفة وجبلة ومناطق أخرى، مما أدى إلى تدمير ما لا يقل عن 15 ألف هكتار من الغابات والأراضي الزراعية، في واحدة من أكبر موجات الحرائق التي شهدها الساحل السوري منذ سنوات.
وقد شاركت في جهود الإطفاء فرق من دول تركيا، الأردن، قطر، والعراق، بالإضافة إلى فرق محلية من الدفاع المدني والمنظمات المجتمعية، وذلك وسط ظروف مناخية صعبة وتضاريس جبلية أعاقت الوصول السريع إلى المناطق المشتعلة.
وكشف الوزير عن توقيع اتفاقية رسمية مع مكتب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تهدف إلى تعويض القرى المتضررة من الحرائق وتقديم الدعم اللازم للمتضررين ماديًا وإنسانيًا.
وفي سياق تعزيز الاستعداد، أوضح الصالح أنه سيتم قريبًا تفعيل منظومة إنذار مبكر للحرائق، والتي ستعمل على إطلاق تنبيه في غضون 5 إلى 7 دقائق من لحظة رصد الخطر، مؤكدًا أن هذا التطوير سيمثل نقلة نوعية في التعامل مع الكوارث الطبيعية مستقبلًا.
وفيما يتعلق بإعلان ريف الساحل منطقة منكوبة، أوضح الصالح أن الحكومة لا تعتزم القيام بذلك، مشيرًا إلى أن تصنيف المناطق المنكوبة يرتبط بمعايير دقيقة، أبرزها حجم الخسائر البشرية، وهو ما لم يحدث رغم ضخامة الحريق.
وفي ختام حديثه، أكد الوزير أن الجهات الفنية المختصة ستحدد التوقيت المناسب لبدء حملات التشجير، وذلك وفقًا للظروف المناخية والتقنية المناسبة، لضمان تعافي البيئة بأفضل الطرق الممكنة.