أصدرت وزارة الدفاع السورية اليوم الاثنين الموافق 14 من تموز، بيانًا مصورًا للمتحدث الرسمي باسم الوزارة، العقيد حسن عبد الغني، تناول آخر المستجدات الميدانية في محافظة السويداء. وأشار عبد الغني إلى أن الأحداث الأخيرة جاءت كنتيجة مباشرة لحالة الفراغ المؤسسي والإداري التي تشهدها المحافظة منذ عدة أشهر، مما أدى إلى الفوضى والانفلات الأمني.
وأوضح عبد الغني أن وزارة الدفاع، بالتنسيق مع وزارة “الداخلية”، قامت بتعزيز الوجود العسكري والأمني في المنطقة بهدف “فض الاشتباكات والسيطرة على الوضع”، مع استمرار قنوات التواصل والتنسيق مع وجهاء المحافظة وأهلها. وأضاف أن النقاط العسكرية التابعة لوحدات الجيش تعرضت لهجمات من قبل مجموعات مسلحة خارجة عن القانون، مما أسفر عن مقتل 18 جنديًا وإصابة آخرين.
وجدد المتحدث باسم وزارة الدفاع التزام الوزارة بالحفاظ على أمن الوطن والمواطنين، مؤكدًا عزمها على “إنهاء هذه الاشتباكات العبثية وملاحقة المجموعات الخارجة عن القانون”. كما خاطب أهالي السويداء، مؤكدًا أن سلامتهم وكرامتهم وأرزاقهم أمانة في أعناقهم، وأن القوات المسلحة السورية ستبقى سدًا منيعًا في وجه الفوضى وضمانة لأمن البلاد واستقرارها.
وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا بأن قوات وزارة الدفاع سيطرت على عدد من المناطق غربي السويداء، وهي المزرعة والثعلة وتل الحديد. بينما ذكر مراسل عنب بلدي في السويداء أنه تم سماع تحليق طيران حربي في أجواء السويداء ودرعا، وأضاف أن الطيران نفذ غارة استهدفت محيط بلدة المزرعة، دون تحديد الجهة أو موقع الاستهداف بدقة.
من جهته، خاطب وزير الدفاع، اللواء مرهف أبو قصرة، عبر تغريدة في منصة “إكس”، قوات الجيش السوري لحماية المواطنين في السويداء، و”الوقوف بينهم وبين العصابات الخارجة عن القانون التي تسعى لإيذائهم وزعزعة أمنهم”. وأضاف أبو قصرة: “حافظوا على الممتلكات العامة والخاصة من عبث اللصوص وضعاف النفوس، فكل تقصير يُسجل، وكل تهاون يُحاسب، واسعوا لإعادة الاستقرار إلى أرجاء السويداء، وكونوا عونًا لمن يحتاج مساعدتكم، كما عهدناكم دائمًا حماةً للناس لا عليهم”.
مطالب بوقف إطلاق النار
في المقابل، نشرت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين بيانًا أوضحت فيه أنها “من البداية طلبت وقف إطلاق النار والتهدئة”، وأنها لم ترغب بسفك الدماء. وطالبت الرئاسة الروحية بوقف فوري لإطلاق النار وسفك الدماء والهجوم القسري واستباحة القرى والأرزاق بهذا الشكل، مضيفة أن “أيادي الصلح لاتزال ممدودة لمداواة الجراح”.
وعبرت الرئاسة الروحية عن رفضها لما وصفته بـ”أي فصائل تكفيرية أو منفلتة أو خارجة عن القانون”، موضحة أنها “مع القانون ومع سيادة الدولة النظامية القانونية، ومن البداية لم تمانع بتنظيم المحافظة وترتيب أسسها وشرطتها من أبنائها ومن الشرفاء”. وأضاف بيان الرئاسة الروحية أن “من يقاتلونا ويقتلون أبناءنا لم يكونوا أعداء لنا ولن يكونوا، وليست هذه معركتنا، نحن مع السلم والتفاهم السلمي والدبلوماسية، بكل الحلول التي تحفظ حقوق وكرامة أهلنا وعرضهم وأرزاقهم”. وأشار البيان إلى العلاقة التوافقية مع الحكومة الحالية، وأن هذه العلاقة لم ولن تنقطع.
“الداخلية والخارجية” تتابعان التطورات
أصدرت وزارتا الداخلية والخارجية والمغتربين اليوم بيانين منفصلين حول آخر التطورات في محافظة السويداء. وأوضحت وزارة الداخلية في بيانها أن دخول قوى الأمن الداخلي ووحدات من وزارة الدفاع إلى محافظة السويداء جاء “في إطار مهمتهم الوطنية لوقف إراقة الدماء، وضبط الأمن، وفرض الاستقرار”، وذلك عقب التطورات المتسارعة التي شهدتها المنطقة خلال اليومين الماضيين.
وتوجهت الداخلية برسالة تعزية لأهالي الضحايا، مؤكدة أن ما حدث “يعد تهديدًا خطيرًا للسلم الأهلي والأمن العام، ويتعارض مع القانون وقيم التعايش والوحدة الوطنية التي تشكل أساس الدولة السورية”. وشددت الوزارة على أن دورها يقتصر على حفظ الأمن وحماية المدنيين دون الانحياز لأي طرف، مع العمل على إعادة الاستقرار بشكل كامل، بما يضمن حماية أرواح المواطنين.
وأعربت وزارة الخارجية والمغتربين عبر بيان نشرته في “فيسبوك”، عن قلقها إزاء التصعيد الذي شهدته محافظة السويداء يوم أمس، إثر اندلاع اشتباكات مسلحة بين مجموعات خارجة عن القانون من داخل المحافظة، ومسلحين من المناطق المجاورة. وأسفر التصعيد عن سقوط عشرات القتلى والجرحى بينهم مدنيون، وإثارة الذعر والفوضى بين الأهالي الآمنين.
وقالت الخارجية إن قوى الأمن السورية تعرضت في أثناء قيامها بواجبها في حماية الأرواح والممتلكات إلى كمائن مسلحة وعمليات خطف في مشهد يؤكد وجود جهات منظمة تسعى لجرّ المحافظة إلى فوضى أمنية خطيرة، ومنع مؤسسات الدولة من القيام بدورها السيادي في فرض الاستقرار وحماية المواطنين.
وأكدت الخارجية التزامها بخيار الحكمة وضبط النفس، داعية كافة الأطراف المحلية إلى تحكيم العقل والتوقف الفوري عن أعمال العنف، وتسليم السلاح غير المشروع، وتفويت الفرصة على من يسعون إلى تفكيك النسيج الوطني السوري، وزرع الفتنة والانقسام.
وشهد الطريق بين دمشق والسويداء استنفار مجموعات محلية من السويداء، بعد تعرض أحد المدنيين لعملية اعتداء وسلب ممتلكات، السبت 12 من تموز، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات في المحافظة، بين الفصائل المحلية ومقاتلين عشائريين، قبل تدخل قوات الجيش والأمن.