الأحد, 20 يوليو 2025 09:45 PM

مركز "أنا وطفلي" في اللاذقية: بصيص أمل للأطفال ذوي التأخر النمائي

مركز "أنا وطفلي" في اللاذقية: بصيص أمل للأطفال ذوي التأخر النمائي

في ظل الحاجة المتزايدة إلى برامج دعم متخصصة للأطفال ذوي التأخر النمائي، يبرز مركز "أنا وطفلي"، الكائن في مركز الرمل الشمالي الصحي – دوار الأزهري في اللاذقية، كنموذج ملفت. افتتح المركز مؤخرًا بالتعاون بين مديرية صحة اللاذقية ومنظمة اليونيسف، وبدعم وإشراف من وزارة الصحة.

أوضحت الدكتورة منال حسن، اختصاصية طب أسرة ورئيسة مركز "أنا وطفلي"، في تصريح لصحيفة "الحرية"، أن المركز استقبل حتى الآن ما يقارب 30 طفلاً يعانون من حالات متنوعة تشمل صعوبات في النطق، والتوحد، ومتلازمة داون. يقدم المركز خدماته للأطفال من عمر سنتين حتى تسع سنوات، من خلال برامج تأهيلية منظمة وكادر متخصص ومدرب.

برامج متخصصة ومسارات علاجية مدروسة

أشارت الدكتورة حسن إلى أن العمل يتم ضمن ثلاثة صفوف تعليمية متخصصة: صف "بورتج" المخصص لأطفال متلازمة داون، وضمور الدماغ، والإعاقات المتعددة؛ وصف التوحد الذي يعنى بالأطفال ضمن طيف التوحد؛ وصف النطق الذي يشمل الأطفال الذين يعانون من اضطرابات في النطق، ومنهم من يستخدم سماعات أو خضع لزراعة حلزون.

وأضافت أن الأساليب المعتمدة ترتكز على وسائل تعليمية تفاعلية وآمنة، منها الأدوات الحسية والحركية كتطابق الألوان والأشكال، وتستخدم وفق خطة تدريب فردية لكل طفل، بحيث تخدم الأداة الواحدة أكثر من هدف حسب الاحتياج. وأكدت على الحرص على تصميم كل جلسة لتلائم خصوصية كل حالة، باستخدام أدوات متعددة تساعد الطفل على التفاعل والتطور بشكل إيجابي.

رؤية مستدامة وخطط مستقبلية

من جهته، أوضح مدير المكتب الإعلامي في مديرية صحة اللاذقية، عمر جندي، في تصريحه لـ"الحرية"، أن مركز "أنا وطفلي" يمثل نموذجًا وخطوة مهمة في مجال رعاية التأخر النمائي، وأن هناك رؤية مستقبلية لتوسيع هذه التجربة في مناطق أخرى ضمن المحافظة، حسب توافر الموارد. وأشار إلى تخصيص الطابق الثالث من مركز الرمل الشمالي الصحي بالكامل لحالات التأخر النمائي، بينما تتوفر في الطوابق الأخرى خدمات طبية متنوعة مثل العيادات السنية والنسائية والداخلية.

انطباعات إيجابية من الأهالي

أعرب عدد من الأهالي ممن التقتهم صحيفة "الحرية" عن رضاهم الكبير عن الخدمات المقدمة، مشيدين بالكادر المؤهل والأسلوب الإنساني في التعامل مع الأطفال. وأشار آخرون إلى أنهم لاحظوا تحسنًا في تجاوب أبنائهم بعد فترة قصيرة من بدء الجلسات، وأكدوا على أهمية وجود مركز متخصص ومجاني يخفف عنهم العبء النفسي والمادي، ويوفر بيئة داعمة وآمنة لأطفالهم، وأملوا أن تنتشر هكذا مراكز ليتمكن أكبر عدد من الأهالي من علاج أطفالهم.

بين الواقع والطموح

"أنا وطفلي" ليس مجرد مركز، بل هو رسالة واضحة بأن الدعم المبكر يصنع الفرق، وأن رعاية الطفولة ليست ترفًا بل ضرورة، خاصة في ظل التحديات التي يواجهها الأطفال ذوو الاحتياجات النمائية وأسرهم. من خلال بيئة علاجية آمنة، وكادر مؤهل، وتعاون مؤسساتي جاد، يقدم هذا المركز فرصة حقيقية للتغيير، ليس فقط في حياة الأطفال، بل في وعي المجتمع ككل.

مشاركة المقال: