الإثنين, 14 يوليو 2025 07:16 AM

ممر العمالقة الأثري في خطر: هل تدمر العملات المعدنية هذا المعلم التاريخي؟

ممر العمالقة الأثري في خطر: هل تدمر العملات المعدنية هذا المعلم التاريخي؟

يحذّر المسؤولون في ممر العمالقة الزوار من وضع العملات المعدنية بين صخوره، حيث أن هذا الاعتقاد الشائع يتسبب بأضرار جسيمة لهذا المعلم السياحي الطبيعي الشهير الواقع على الساحل الإيرلندي الشمالي.

على مدى عقود، دأب السياح على غرس آلاف العملات المعدنية بين صخور الموقع وفي شقوقه لجذب "الحب أو الحظ"، وفقًا لما ذكره كليف هنري، المشرف على الموقع لصالح "ناشونال تراست"، وهي الهيئة التي تتولى إدارة عدد كبير من المواقع التراثية البريطانية، لوكالة فرانس برس.

يتألف ممر العمالقة، وهو تكوين بركاني مذهل يزوره نحو مليون سائح سنويًا، من حوالي 40 ألف عمود من الحمم البركانية المبردة المتجاورة مع الساحل، مما يعطي انطباعًا بأن الممر يغوص في البحر.

وبحسب علماء الجيولوجيا، نشأت هذه الظاهرة الطبيعية نتيجة تدفق حمم بازلتية قبل 60 مليون عام، قبل أن تتآكل بفعل الأمواج العابرة.

تقول الأسطورة إن هذا الممر أنشأه العملاق الأيرلندي فين ماكول، وأنه يتمتع بقوى سحرية. وقد أُدرج الموقع ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 1986.

ومع ذلك، فإن العملات المعدنية التي يتركها الزوار تصدأ بسرعة كبيرة، تاركة علامات بنية "قبيحة"، وتتمدد ليصبح حجمها أكبر بثلاث مرات أحيانًا، مما يؤدي إلى تآكل الصخور، كما يشير هنري وهو يتفقد الأعمدة.

ويقول وهو يخرج عملة معدنية بحذر: "هناك عدد كبير من اليوروهات والبنسات، ولكن هناك أيضًا عملات معدنية من مختلف أنحاء العالم، تقريبًا كل عملة يمكن تخيلها".

يوضح هنري أن تقريرًا صادرًا عن هيئة المسح الجيولوجي البريطانية عام 2021 يؤكد أن هذه العملات المعدنية "تُلحق أضرارًا جسيمة بالموقع"، مشددًا على "ضرورة التحرك" لوقف ذلك.

ووُضعت لافتات في كل أنحاء ممر العمالقة تطالب السياح بعدم ترك أي أثر لزيارتهم.

وتم تكليف مرشدين سياحيين مثل جوان كينيدي، بإعلام السياح بلطف وحزم بضرورة الاحتفاظ بعملاتهم المعدنية في حقائبهم.

ويقول المرشد بحسرة: "بمجرد أن يبدأ زائر واحد بفعل ذلك، يحذو آخرون حذوه". ويقول روبرت لويس، وهو سائح أميركي يبلغ 75 عامًا، إنه "مصدوم" من الأضرار التي لحقت بالموقع.

أجرت "ناشونال تراست" ومنظمة "كوزواي كوست أند غلينز هيريتدج" اختبارات لمعرفة ما إذا كان بإمكان عمال البناء إزالة العملات المعدنية من دون التسبب في مزيد من الضرر، وقد أثبتت هذه الاختبارات نجاحها، بحسب هنري.

وتُقدَّر تكلفة إزالة كل القطع بنحو 30 ألف جنيه إسترليني (نحو 40682 دولارًا).

ويقول كليف: "إذا نجحنا في إزالتها، فسيتحسن الوضع، ونأمل أن يشجع ذلك الناس على الكف عن وضع مزيد منها" في الموقع.

ويضيف: "نعلم أن الزوار يقدرون ممر العمالقة، وأن عددًا كبيرًا منهم كوّنوا روابط شخصية وطيدة معه، لذا نريد أن تبقى هذه الاعجوبة الطبيعية قائمة للأجيال المقبلة".

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

مشاركة المقال: