الأحد, 13 يوليو 2025 02:18 AM

القنيطرة: اتهامات لإسرائيل بإشعال حرائق ودمشق ترى رسائل تهديد لتسريع التفاوض

القنيطرة: اتهامات لإسرائيل بإشعال حرائق ودمشق ترى رسائل تهديد لتسريع التفاوض

اتهامات لتل أبيب بافتعال حرائق في القنيطرة والتسبب في خسائر فادحة للأهالي

اندلع حريق كبير، يوم السبت، بالقرب من المنطقة العازلة مع إسرائيل في محافظة القنيطرة، تحديدًا في محيط قريتي بئر عجم وبريقة. صرح مدير إعلام محافظة القنيطرة، محمد سعيد، لـ«الشرق الأوسط» بأن سبب اندلاع الحرائق يعود إلى إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على الأراضي الزراعية، مما أدى إلى انفجار ألغام أرضية مزروعة في المنطقة.

في المقابل، اعتبرت مصادر متابعة في دمشق أن حرائق القنيطرة تمثل رسالة تهديد من إسرائيل بهدف تسريع استجابة السلطة السورية الجديدة لشروط نتنياهو، وذلك في إطار تنفيذ استراتيجيته المعروفة بـ«السلام من خلال القوة».

واتهم محمد سعيد، مدير إعلام محافظة القنيطرة، الجيش الإسرائيلي بالعمل على منع رعاة الأغنام من الوصول إلى المراعي التي شهدت حرائق يومي الجمعة والسبت، مؤكدًا أن الانتهاكات الإسرائيلية، سواء بتجريف الأراضي أو إغلاقها أو حرقها مؤخرًا، تعد خرقًا واضحًا للقانون الدولي والإنساني، وانتهاكًا لاتفاق «فصل القوات» لعام 1974. وقد أسفرت هذه الانتهاكات عن أضرار فادحة بالأراضي الزراعية والثروة الحيوانية.

منذ سقوط نظام الأسد، قامت إسرائيل بإنشاء أكثر من 8 قواعد عسكرية شمال القنيطرة، وصولًا إلى حوض اليرموك، داخل المنطقة العازلة المنصوص عليها في اتفاق «فصل القوات» الموقع عام 1974. وأدت هذه القواعد إلى إغلاق حوالي 6 آلاف هكتار من الأراضي الزراعية والمراعي، ومنع المزارعين من دخولها، خاصةً أولئك الذين يعتمدون على المراعي الطبيعية في تربية المواشي.

وكانت مصادر إعلامية في القنيطرة قد أكدت لـ«الشرق الأوسط» نشوب حريق كبير غرب قرية بئر عجم في الريف الأوسط من محافظة القنيطرة، عند الساعة الحادية عشرة من يوم السبت. ووفقًا للمصادر، «التهم الحريق مساحات واسعة من الغطاء النباتي في محيط قريتي بئر عجم وبريقة، بينما لم تُقدّر بعد حجم المساحات المتضررة».

تقدر مساحة الحرش الحراجي في قرية بئر عجم بنحو 130 هكتارًا، ويُعد من أبرز المناطق الطبيعية ذات الكثافة النباتية في المنطقة الجنوبية، وفقًا لمديرية الزراعة في القنيطرة.

وأدرجت المصادر الإعلامية الحرائق في القنيطرة في سياق الاعتداءات المتكررة على الأراضي الزراعية والطبيعية، حيث سبق لقوات الاحتلال الإسرائيلي أن قامت في عام 2015 بتجريف أجزاء واسعة من الغطاء النباتي في المنطقة، وعادت مؤخرًا لتكمل عملية التجريف في محيط نقطة البرج الواقعة غرب القرية. ولفتت إلى أن المنطقة تشهد «أعمالًا هندسية وعسكرية مستمرة، من ضمنها حفر خنادق ورفع سواتر ترابية، ضمن ما يُعرف بمشروع (سوفا 53)، الذي يهدف إلى تعزيز التحصينات الإسرائيلية».

ورأى الناشط السياسي والكاتب السوري، علي العبد لله، أن توغلات القوات الإسرائيلية في الجنوب السوري جاءت تنفيذًا لاستراتيجية «السلام من خلال القوة»، التي تبناها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لإضعاف الدولة السورية عبر استنزافها، والعمل على تعميق الانقسامات الداخلية، وذلك بتشجيع مكوّنات اجتماعية وسياسية على التمرّد والدعوة إلى نظام فدرالي قائم على المحاصصة، بحيث تبقى الدولة السورية، كما لبنان والعراق، مفكّكة وعرضة لاهتزازات دورية.

وأشار العبد لله في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن استراتيجية نتنياهو تعمقت بعد بدء الحديث عن تطبيع العلاقات بين البلدين، وأضيف إليها إشعال حرائق في مزارع المواطنين بوصفها رسالة تهديدية: «نحرقكم، لتسريع استجابة السلطة السورية الجديدة لشروط نتنياهو؛ حيث تتمسك الحكومة الإسرائيلية، ليس بالجولان المحتل منذ عام 1967 فقط، بل بقمة جبل الشيخ الاستراتيجية أيضًا».

وحسب علي العبد لله، «يتكامل ذلك مع تحرك الإدارة الأميركية من أجل تذليل العقبات الداخلية أمام السلطة السورية الجديدة لبسط سيطرتها على الأراضي السورية، مع التوغلات الإسرائيلية؛ حيث هدفها إقناع السلطة باهتمامها وحرصها على نجاحها وتأكيد صدقيتها وضرورة أخذ نصائحها، بما في ذلك التطبيع، على محمل الجد».

مصادر أهلية في القنيطرة اتهمت القوات الإسرائيلية بافتعال الحرائق بهدف التضييق على أهالي القرى القريبة من الخط الفاصل لمنع وصولهم إلى مزارعهم وأراضيهم، وتحويلها إلى مساحات جرداء مكشوفة لتسهيل تنفيذ خطتها بإنشاء المنطقة العازلة.

ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تنفيذ القوات الإسرائيلية 22 عملية توغل بري في مناطق جنوب سوريا خلال الفترة من 9 يونيو (حزيران) إلى 5 يوليو (تموز) 2025، شملت محافظات القنيطرة وريف دمشق ودرعا. وأسفرت عن مقتل مدني، واحتجاز تعسفي لـ13 آخرين، إضافة إلى اعتداءات على ممتلكات مدنية ومنشآت تعليمية.

وتحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت هشاشة الوضع السوري بعد إسقاط النظام، للتوغل داخل المنطقة العازلة في محافظات القنيطرة وريف دمشق ودرعا، بالإضافة لاحتلال جبل الشيخ.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الشرق الاوسط

مشاركة المقال: