الأربعاء, 16 يوليو 2025 11:42 PM

التجريب المسؤول: رؤية حول أهميته وحدوده في بناء المجتمعات والأوطان

التجريب المسؤول: رؤية حول أهميته وحدوده في بناء المجتمعات والأوطان

يرى غسان كامل ونوس أن التجريب يطلق على كل عمل جديد، سواء في الموضوع أو الظرف المكاني والزماني، وغالبًا ما يكون مقصودًا بهدف الاكتشاف والوصول إلى الأفضل. قد يكون التجريب خيارًا أو طموحًا أو حتى مغامرة، لكنه ليس قدرًا أو واجبًا أو مجرد نزوة أو هواية.

ويؤكد ونوس أن التجريب ليس غاية بحد ذاته، خاصة عندما يتعلق الأمر بمصائر الشعوب وأمنها وأرزاقها ومكوناتها، وكذلك حاضر ومستقبل الأوطان. فتجريب المجرّب هو تخريب مؤكد، والتجريب الفاشل يؤدي إلى إهدار الوقت والجهد والمال، وينشر الخيبات ويتبخر الآمال.

ويشدد على أهمية مراجعة التجارب السابقة، سواء لنا أو لغيرنا، حتى الفاشلة منها، لكي نتعلم ونتجنب تكرار الأخطاء. كما ينبغي الاستفادة من التجارب المماثلة أو المقاربة للآخرين، مع احترام الخصوصية والاستقلالية، وتجنب التقليد والتبعية.

ويختتم ونوس بالتأكيد على ضرورة أن تتجاوز معرفتنا ما لا نريد، وعاطفتنا ما نكره، وإرادتنا من نتهم، بل يجب أن نعرف ما نريد، ونقتنع بما نبتغي، وما يؤمن السلامة والكفاية والعدل والطمأنينة للناس كافة. ويتطلب ذلك وعيًا عامًا وخاصًا، ومواطنة سليمة، وعلمنة، بالإضافة إلى الاختصاصات والخبرات والمسؤوليات والتخطيط والبرمجة والموضوعية والحداثة والانفتاح والإيجابية والمصالحة والشفافية والمصداقية والمشاركة والتعاون والثقة بالنفس وبالآخر، والأمن والأمان. وهذا بدوره يحتاج إلى إعلام مسؤول وميداني، وإلى موارد مستدامة تعتمد على الإنتاج، لا على التغريم والمحاصصة والاستدانة والاستيراد.

(اخبار سوريا الوطن 1-صفحة الكاتب)

مشاركة المقال: