الأربعاء, 25 يونيو 2025 11:06 PM

معبد الضمير: تحفة معمارية فريدة على أطراف بادية الشام يشهد على عظمة الحضارات القديمة

معبد الضمير: تحفة معمارية فريدة على أطراف بادية الشام يشهد على عظمة الحضارات القديمة

يقع معبد الضمير على طريق دمشق- بغداد، محاذياً لأطراف بادية الشام، على بعد 45 كم شمال شرق الفيحاء، ويتوسط مدينة الضمير، مما يجعله من أهم الآثار الباقية فيها. كُرّس المعبد للإله زيوس.

تم التعرف على المعبد من خلال أعمال البعثات الأميركية الألمانية في القرنين الماضيين، حيث كشفت عن نقوش كتابية يونانية ولاتينية على بعض الجدران، وتم تحديد الفترة التي يعود إليها المعبد إلى زمن الإمبراطور "كاركلا".

أكد مدير دائرة آثار ريف دمشق، جهاد أبو كحلة، أن المعبد تعرض للتهدم في بعض أجزائه وتم ترميمه عام 216م، ثم أعيد بناؤه وانتهى عام 245م في زمن الإمبراطور فيليب العربي، استناداً إلى الكتابات الموجودة على أحد جدرانه. يعتبر مخطط المعبد من النماذج المهمة للمعابد الرومانية في ريف دمشق، لأنه مبني من الحجارة الكبيرة ولا يزال قائماً حتى الآن، محافظاً على كامل أجزائه باستثناء السقف.

وأشار أبو كحلة إلى أن المعبد بُني بتصميم فريد، حيث يوجد على جانبيه بابان متقابلان، وعلى أحد جدرانه كتابة رومانية عبارة عن محضر دعوى رُفعت في مدينة أنطاكية أمام الإمبراطور "كراكلا" بشأن قضية تتعلق بالمعبد.

إلى الجانب الشرقي من المدخل الجنوبي، توجد غرفة صغيرة بباب مفتوح على باحة، تحتوي على تمثال مؤلف من أربعة وجوه، تمثل صوراً لأب وأم وولد وبنت.

ولفت أبو كحلة إلى أن التناظر بين أجزاء المعبد يضفي جمالاً بديعاً، خاصة الجدران الخارجية. فالواجهتان الغربية والشرقية متماثلتان في تقسيماتهما، وتحتويان على شكل هرمي وقوس نصف دائري يقوم على أعمدة حجرية متداخلة مع الجدران المحيطة، بالإضافة إلى المنحوتات والأشكال التزيينية، مثل تيجان الأعمدة الكورنيثية والمركبة، والأفاريز بتشكيلاتها الهندسية المتوجة في الشرفات.

وأكد أن الكتابات اللاتينية المنقوشة على الجدران تشير إلى أن البناء كان في الأصل بوابة للمرور، ويبدو أنه تحول إلى معبد في فترة لاحقة، ومع ذلك لم يبق من تلك البوابة إلا المدخلان المتوازيان.

رفاه الدروبي - أخبار سوريا الوطن - الثورة

مشاركة المقال: